فيك الخصام .. وأنت الخصم والحكم

العدد: 9276

الأربعاء 23-1-2019
الكاتب: غيث حسن

تعلو أصوات الجماهير مطالبة بحل لأزمتنا الرياضية، ومحاسبة المقصرين، فيخرج رأس السلطة الرياضية ليقدم لنا تبريرات غير مقنعة، وإجابات غير شافية لا ترقى أن نسميها إبراً مخدرة، فالواقع لم يعد يتقبل هذا النوع من الحقن، وبات بحاجة إلى جرعات من نوع آخر كي يخفف آلام المتألمين.
ماذا ينفعنا إن قيل لنا بأن فراس الخطيب تغيب عن معسكر النمسا؟، و ما الذي قدمته لنا عندما استعرضت غيابات الخريبين وتهربه من الحضور إلى معسكرات المنتخب؟، وما الفائدة إن قلت لنا بأنكم خدعتم بالمدرب الألماني، وبأن الاتحاد الآسيوي هو من يدفع رواتبه؟، ومن قال لك بأننا لا نعرف هذه المعلومات البائدة ولا نستغرب في نفس الوقت كيف لم تعالج قبل بدء البطولة ؟، ومن أقنعك بأن استقالتك أو رحيلك لا يغير الواقع الرياضي، ولا يدفعه إلى الأمام؟.. دعنا نجرب ونرى إن كان غيابك عن الساحة الرياضية سيقفل سجل النكسات أم لا، وبعدها نعدك بأن نطالب بعودتك، ونستجديك لتقبل.
يعتبر رئيس المنظمة الرياضية أن نجوم الكرة السورية السابقين اعتذروا عن أداء دور ما في المراحل الماضية، ويكتفي بهذا الحد من الكلام، متجاهلاً أسباب الاعتذار، فلا يقول للمستمعين بأنهم اعتذروا لأن اتحاد الكرة رفض أن يقدم لهم أبسط سبل النجاح في حين تفرش الأرض بالورود أمام من يريده الاتحاد، وربما نسي أن يقول بأن اعتذار هؤلاء (إن حصل فعلاً)، جاء نتيجة تجارب سابقة أو معرفة مسبقة بأن أجواء الرياضة السورية ملبدة بالغيوم ، وممتلئة بالتناحرات والمكائد، فرفضوا الإساءة إلى تاريخهم، وحافظوا على مكانتهم في نفوس الجماهير.
اليوم وقبل الغد تعالوا ندعوهم على الإعلام، ونناظرهم أمام الجماهير لنرى إن كانوا سيعتذرون، تعالوا نسلمهم زمام الأمور، ونقدم لهم كل الصلاحيات لبناء كرة قدم حقيقية، وتحضير منتخب يشرف السوريين، ونرى بعدها إن كانوا سيختلقون الحجج، أو سيقبلون بكل امتنان ورحابة صدر.
لم نكن ننتظر أن يدلي رئيس المنظمة الرياضية بدلوه فيما يخص تجربتنا الفاشلة في بطولة آسيا، بل كنا نتوقع أن يخرج علينا المسؤول المباشر فادي الدباس ، ليضعنا بصورة ما حدث من دون مواربة أو دوران، ولكن المسألة على ما يبدو توزيع أدوار لا أكثر ، ومحاولة لامتصاص الغضب الجماهيري قبل أن يطل علينا رئيس اتحاد الكرة بعدما تصفح بإمعان وسائل الإعلام بمتخلف أشكالها، وعرف مطالب جماهير كرة القدم الملحة على استقالته، ولا تستغربوا إن حمل لكم جملة من القرارات المتماهية مع مطالبكم لعل وعسى تطمئن القلوب وتهتدي إلى أنه هو الحل، وهو القادر على إيجاد المخارج.
ما نريده جميعاً ليس أمراً شخصيا متعلقاً برئيس المنظمة أو رئيس اتحاد كرة القدم، وليست المطالبة برحيلهما هدفاً بحد ذاته، وإنما نحن نحاكم تجربة فاشلة بكل المعايير، ونريد أن يعترف رموزها بأنهم أخفقوا في جلب البسمة للشعب السوري، وبالتالي لا يمكن أن تكون أدوات الحل هي ذاتها أدوات الفشل، فكيف لفاشل أن يحاسب نفسه؟، وكيف يكون الخصام فيك، وأنت الخصم و الحكم؟.
سنقولها للمرة الألف: ارحلوا جميعاً، واتركوا الرياضة لأهلها،.. ارحلوا ودعونا نخط صفحة جديدة بعدما امتلأت صفحاتنا بالسواد، وإن كنتم تظنون بأن أحداً يريد استمراركم، فما عليكم إلا إجراء استطلاع محايد للرأي، لتجدوا بأن من يؤيدكم لن يتجاوزوا عدد المستفيدين من بقائكم.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار