الوحدة: 31- 1- 2023
ودّعت سورية يوم الأحد الأديب والشاعر شوقي بغدادي الذي يعتبر من آخر شعراء جيل الرواد السوريين، حيث تنقل بين القصة والشعر والحداثة والأصالة, وهو ذو الرؤى الاستشرافية في إبداعه المتميز, خاصة في توجهه للأطفال وملامسته لعالمهم.
اتحاد الكتاب العرب في سورية، نعى الشاعر الراحل, إذ جاء في بيانه:
بعد حياة حافلة بالأدب والإبداع والتفرد بجماليات النص الشعري، فجع الوسط الثقافي والأدبي برحيل الشاعر والأديب المبدع الأستاذ شوقي بغدادي أحد أهم الرموز والأسماء الشعرية في سورية والوطن العربي في العصر الحديث . ومن المعروف أن راحلنا الكبير كان صاحب الدور الفاعل في تأسيس أول تنظيم أدبي سوري ١٩٥١، والذي عرف ب ” رابطة الكتاب السوريين” إلى جانب شخصيات أدبية وثقافية سورية ما زال لها ألقها الثقافي مثل: حنا مينة وسعيد حورانية وفاتح المدرس وغيرهم، كما كان له الدور المهم والكبير في تأسيس اتحاد الكتاب العرب في سورية ١٩٦٩. ولعل من أهم ما يميز تجربة الأديب الشاعر شوقي بغدادي انحيازه لقضايا الفقراء والمظلومين من أبناء أمته، تماماً كما كان منحازاً إلى قضاياها المصيرية ومنها قضية فلسطين.
وأكد اتحاد الكتاب العرب في بيانه على أن الإرث الثقافي والإبداعي الكبير الذي تركه شاعرنا كفيل بتخليد اسمه في ضمائر مثقفي الأمة ومبدعيها على مساحة الوطن.
الجدير بالذكر أن الأديب الراحل كان طيلة مسيرته يواظب على دعم الأدباء الشباب وإبداعاتهم الجديدة من خلال المنابر الأدبية التي أشرف على تحريرها والتي عمل فيها محرراً؛ سواء في ملحق الثورة الثقافي سبعينيات القرن الماضي، وفي جريدة الأسبوع الأدبي في الثمانينيات.
فقد تخرج من جامعة دمشق حاملاً إجازة في اللغة العربية وآدابها، ودبلوماً في التربية والتعليم – وعمل مدّرساً للعربية طوال حياته في سورية و الجزائر.
من مؤلفاته: “أكثر من قلب واحد” عام 1955، “لكل حب قصة” عام 1962، “أشعار لا تحب” عام 1968، “صوت بحجم الفم”، “بين الوسادة والعنق” عام 1974، وصولاً إلى “رؤيا يوحنا الدمشقي” عام 1991.
كما له عدد من المؤلفات الشعرية للأطفال منها : “عصفور الجنة – حكايات وأناشيد للأطفال” عام 1982، “القمر فوق السطوح” عام 1984. وفي القصة القصيرة: “مهنة اسمها الحلم” عام 1986، “حيناً يبصق دماً” عام 1954، و”بيتها في سفح الجبل” عام 1978 وغيرها.
أما عن شعر الأطفال عند الأديب شوقي بغدادي، فقد تحدث عنه سابقاً الشاعر بيان الصفدي ، قائلاً : إن الشاعر “شوقي بغدادي” جاء إلى شعر الأطفال بعد رحلة طويلة مع الشعر للكبار، وهو يقدم مادة أدبية للون جديد من الفن لا يعرفه الأدب المعاصر إلا قليلاً، وقد أصدر الشاعر ثلاث مجموعات شعرية للأطفال صدرت عن وزارة الثقافة، اثنتان ضمن سلسلة كتاب “أسامة الشهري” هما “عصفور الجنة” و”القمر على السطوح” ، ومن التجارب الأخيرة له مجموعة القصائد التي نشرها الشاعر في مجلة “أسامة” خلال العامين (2004و2005)، ففيها قدم موضوعات لصيقة بالطفل، أو مأخوذة من عالمه.
وختم الشاعر الصفدي بالقول : إن لمساهمة الشاعر “شوقي بغدادي” الدور البارز في دفع شعر الأطفال إلى الأمام، وفي تقديم باقة من الشعر الجميل للأطفال، وهذه الملامح الأساسية في قصيدة الطفل لديه تدل على دوره الغني في ترسيخ قصيدة طفل حديثة وفنية في أدب الطفل.
فدوى مقوص