الوحدة : 15-1-2023
بعض العقاقير المسكّنة الجالبة للنوم والخافضة للقلق والتوتر شديد الأثر وبعضها متوسط وبعضها خفيف، ويُسبب تكرار تعاطيها اعتياداً جسمياً ونفسياً وإدمانها يشكل خطراً لا يقل عن خطر إدمان الحشيش أو حبوب الهلوسة، وأثرها المخدر يشبه الكحول من دون رائحة فضلاً عن أنها أرخص وأسهل حملاً، ولا تترتب على حيازتها أية مساءلة قانونية وهي العقار المفضل عند الكثير من المنتحرين لأنها تجلب النوم أولاً ثم من شأن الجرعة المفرطة أن تؤثر في التنفس فتحدث الوفاة، ويأتي إدمان الباربيتورات في المرتبة الثانية بعد الكحول بالنسبة إلى آثارها السمية ويبدأ إدمانها عادة بتناول حبة قبل النوم تساعد الموظف المرهق أو ربة البيت المتعبة على النوم وتدفع الأرق، ثم يعتادها المرء ويبدأ إحساسه بالحاجة إلى زيادة الجرعة ولا يدرك أنه أدمنها إلا عندما يحدث التسمم بها وينقل إلى المستشفى، وجرعة المدمن عادة أضعاف الجرعة المتوسطة، وهذه الأخيرة لها تأثير الكحول وأعراضه إذ تمنح الاسترخاء والنشوة، وهذا الشعور نفسه هو الذي يطلبه الشباب عندما يتعاطونها ، ثم تذبل العينان ويتلعثم النطق ويختل التوازن وتبطئ الحركة والعمليات الفكرية، وإذا زادت الجرعة يثقل التنفس ويغفو المريض وقد يموت، والجرعة المتوسطة يستمر أثرها من ثلاث إلى ست ساعات وقد يتحول سلوك المتعاطي إلى سلوك عنيف، وقيل في تفسير هذه الظاهرة المتناقضة في العقار إن الشاب يدفع النوم عن نفسه بالضحك والجلبة والشغب أو إنه يستخدم العدوان كوسيلة منبهة يحتمي بها من النوم أو السكون والخمود، تعاطي الباربيتورات بكمية تصل إلى 800 ملغ يومياً لمدة ستة أسابيع يصيب المتعاطي بأعراض الامتناع لو توقف التعاطي، وبعض المتعاطين تظهر عليهم أعراض الامتناع عن تعاطي جرعة تتراوح بين 300 إلى 700 ملغ يومياً وتشبه أعراض الامتناع عنها أعراض الامتناع عن الكحول، ومدمن الباربيتورات عصبي عادة شديد القلق مخاوفه منتشرة حادة، واستجاباته وسواسية وقد يلجأ المريض بالاكتئاب إلى إدمان الباربيتورات وربما يلجأ إلى تعاطيها مدمن الخمر، وإدمان الباربيتورات مع الخمر له تأثير مضاعف، وقد يجمع الشخصية اللااجتماعية بين إدمان الباربيتورات وإدمان المخدرات، وليس لزاماً أن يكون مدمن الباربيتورات من وسط اجتماعي يعاني اقتصادياً واجتماعياً كما هو عند مدمن المخدرات، والأمل في شفاء مدمن الباربيتورات على المدى الطويل أحسن منه عند مدمن المخدرات، ومشكلاته الانفعالية الحادة هي التي تؤدي به إلى إساءة استخدام العقار وينبغي إدخاله المستشفى ليكون تحت رعاية طبية لمدة تزيد قليلاً على ثلاثة أسابيع يعالج خلالها بإنقاص جرعة التعود حتى تمام الامتناع.
لمي معروف