الوحدة : 9-1-2023
وسط حضور مهتم بالشأن التاريخي والثقافي والأدبي ألقى الباحث : بسام جبلاوي) محاضرة حملت عنوان راميتا, وذلك في صالة مقر فرع جمعية العاديات باللاذقية، تناول فيها محاور عدة مهمة من تاريخ اللاذقية.
في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من معلومات قيّمة عن هذه المدينة العريقة.
بداية أوضح المحاضر ( بسام جبلاوي) أن الآراء تتضارب حول الاسم الأول لمدينة ( اللاذقية )، هذه المدينة العتيقة كما وصفها ابن بطوطة عندما زارها سنة / 1325 م/.
حيث كانت في الدهور الأولى تدعى (راميتا) أي المرتفعة أوراماتاس والتأويل الإله السامي.
هذه البلدة الفينيقية القديمة، وعندما جددها الملك ( سلوقوس نيكاتور) أطلق عليها تسمية ( لا أوديسة – لاوذيكيا) تيمناً باسم والدته / 300 ق0م/، وهناك نصوص تقول: إن الأصل الذي اشتق منه الاسم القديم لمدينة اللاذقية أخذ من عبارة تلفظ بها أحد الرعاة بعد أن ضربته صاعقة محاولاً الاستنجاد بالإله( حدد) إله الصواعق المدمرة ( راماوتاس) . أما اسم ياريموتا فهو مذكور في رسائل تل العمارنة، فقد لاتعدد كونها الاسم الحقيقي ( راميتا)، وقد أخطأ الكاتب الترجمة، لأنها تشير إلى مكان مأهول يقع على الساحل الفينيقي شمال ( أرواد)، وهو ليس في الواقع إلا مرفأ اللاذقية القديم، وتؤكد اللقى الأثرية الفخارية أن راميتا كانت على اتصال مع قبرص والعالم الايجي، وأن تاريخ اللاذقية طويل يبدأ في القرن ( 14 ق. م )، عندما كانت قرية صغيرة تابعة لمملكة أوغاريت, وكان لها نشاط تجاري ملموس.
كما استشهد جبلاوي بما جاء في كتاب الباحثة الألمانية (هاينكه زودهوف ) أن الفينيقيين سبقوا كولومبوس في اكتشاف أمريكا منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد.
واستشهد بمؤلفات عدة تؤكد أن تاريخ اللاذقية موغل في القديم يعود إلى العصر الحجري القديم ,وأنها بنيت على حيز من الرأس القائم في البحر أو شبه جزيرة طبيعية على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط .
ويرجح باحثون أن الكنعانيين قدموا إلى المنطقة قرابة / 3000 ق. م/ وأن الحضارة الكنعانية تكونت نتيجة اتحاد أقوام سامية عدة كانت تسكن في تلك المنطقة، وعن التسلسل التاريخي لمدينة راميتا، قال المحاضر: إنه في الألف السابعة ق. م / كانت أول موقع سكنه إنسان ما قبل التاريخ في ربوعنا وفي القرنين / 14- 13 ق. م ازدهار مملكة أوغاريت وكانت في مرتبة الحضارات الكبرى التي شاهدها الشرق القديم.
وفي عام / 1191 ق. م/ ،غزت سورية شعوب بربرية هدمت في طريقها نحو الجنوب كل المدن التي كانت على الساحل السوري ولم تقم أوغاريت بعد هذه الكارثة واندثرت حضارتها , بينما نرى مدناً أخرى في منطقتنا أمثال أرواد – سمير – راميتا استطاعت أن تتغلب ما لحق بها من دمار, واستمرت في البقاء وكانت راميتا دوماً جزءاً من الامبراطوريات الكبرى التي قامت في المنطقة آنذاك.
رفيدة يونس أحمد