المدرسة … والصحة النفسيّة للأطفال

الوحدة : 9-1-2023

المدرسة هي البيت الثاني، ولا تقل أهميتها عن الأسرة في تأمين الجو النفسي المريح، وعلى الرغم من الاختلاف بين علماء التربية وعلماء الصحة النفسية في تخصصهما إلا أنهما يتشاركان في حقل تطبيقي واحد، وهو الإنسان. ومن هنا جاءت وقفتنا مع السيدة رنيم الشريقي اختصاص علم اجتماع لتحدثنا عن أهمية الصحة النفسية في مدارسنا ومع طلابنا على اختلاف أعمارهم.

تقول السيدة رنيم :

علما الاجتماع والنفس يعملان على تحقيق هدف مشترك، هو إعداد بناء الشخصية المتكاملة للإنسان والتي يشعر بها بالسعادة والصحة والتوافق النفسي والأخلاقي والاجتماعي . ومن هنا تركز الصحة النفسية على بناء شخصية متكاملة للطفل بناءً سليماً، بل هو من أهم الأهداف، بمعنى إعداد هذا الطفل اجتماعياً ونفسياً وأخلاقياً. وعلى المربّي او المدرّس أن يكون متزناً وسويّاً وسليماً نفسياً ليكون قادراً على مهمة التربية النفسية هذه.

والمدرسة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالاهتمام بهذا الجانب النفسي في التربية، وخاصة في ظل الظروف المعقدة التي نعيشها اليوم، المدرسة هي الوسط الذي يمضي فيه الطالب أغلب وقته وأيامه، وليست مجرّد مكان للدراسة والتعلم فقط، وإنما هي مجتمع صغير للتفاعل الإنساني.

إذن للمدرسة رسالة تربوية تهدف إلى ما هو أشمل من التعليم وتحصيل المعرفة، ألا وهي إعداد الطالب ليكون مواطناً صالحاً .عندئذٍ يجب توفير الأجواء للصحة النفسية للتلاميذ والتي تتمثل في قدرتهم على التوافق الداخلي في علاقتهم ببيئتهم المحيطة بما فيها ومن فيها .

ولذلك فإن مسؤوليات المدرسة لنمو الصحة النفسية تتلخص بالآتي:

* مساعدة كلّ طفل في حل مشكلاته وتقديم الرعاية النفسية له.

* تعليمه تحقيق أهدافه بطريقة توافق معايير المجتمع.

* نقل الطفل من حالة الاعتماد على غيره إلى الاعتماد على ذاته.

وللمدرسة دور مهم جداً في الصحة النفسية . ففي المدرسة تتكون الصداقات وتكون الأنشطة، وهذه التفاعلات الاجتماعية بين الطلاب هي من سيكون لها الدور في تنمية شخصية التلاميذ وتكوينها بشكل سليم نفسياً واجتماعياً.

وكلما كانت أهداف التربية سليمة في المدرسة، كانت أكثر فاعلية لتكوين أبناء أصحّاء نفسياً.

وتتابع: للمعلم دور تربوي ودور نفسي .فعليه إشباع حاجات طلّابه المعرفية وبنفس الوقت احترام ميولهم ، ومراعاة إمكاناتهم وظروفهم وتفهمها،إضافة إلى التوجيه والإرشاد لتقويم الأخطاء السلوكية،ودعم الطالب نفسياً، والابتعاد عن العقاب.

قد يبدو الحديث عن الصحة النفسية في المدارس حديثاً ترفيهياً بعيداً عن الواقع.إلاّ أن هذا ما يجب أن نركّز عليه اليوم في مدارسنا أكثر من أي وقت مضى، لأن أولادنا يستحقون منا توفير رعاية نفسية واهتمام نفسي،وهذا يتطلب بالدرجة الأولى أن يكون معلّمونا متمتعين بصحة نفسية، من أجل تحقيق التوافق النفسي للتلاميذ في المدرسة. ولذلك يجب إقامة دورات تدريبية مستمرة للمدّرسين من أجل إحاطتهم بالإرشاد النفسي و إشكالاته خلال تعاملاتهم مع الطلّاب.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار