الهمجية…. حضارة الموت

الوحدة: ٤-١-٢٠٢٣
سياسة الغرب الاستعماري والأمريكي أحد مظاهر البربرية في العصور الغابرة والتوحش وغريزة الدم والانتقام الكائنة في اللاوعي والمتخفية تحت ستار المدنية الواهية، مرعب ما يحصل في عالم اليوم وما تقترفه الهمجية الاستعمارية والصهيونية العالمية في الدول والإنسان وخيرات الشعوب، واستغلال الشعوب القوية للشعوب الضعيفة وسلبها أراضيها واقتناص خيراتها، والحضارة التي تصدرها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري ما هي إلا حضارة الموت التي تسعى من خلالها إلى إدارة التوحش عبر لغة نخبوية فكرية استعمارية.. لغة تتجاوز كل الأبجديات في سعيها للهيمنة على العالم وجعله يقرأ صور الموت والدمار والخراب بلغتها الدموية الديمقراطية.
الهمجية فكر أعمى يسير خارج إطار وسياق التطور التاريخي للأمم، يقوم على دونية ونبذ وكراهية الشعوب غير الأوروبية لتبرير الممارسات الوحشية ضدهم، والفكر الهمجي فكر إرهابي متعصب ومشؤوم، ومشبوه ومحكوم بغايات استراتيجية محددة يبني عليها صوره وتصوراته متعلقة بالسيطرة الغربية على الشعوب الأخرى، وهو غير قادر أن يقدم للبشرية سوى العنف والدمار، وهو الذي يقف وراء الكوارث التي تصيب الشعوب العربية وسائر الشعوب الفقيرة في أربع جهات الأرض، يعتمد على خطاب إعلامي سياسي عنصري، لا يعتمد على الأخلاق بل على أحادية الرؤية وازدواجية المعايير كي تقضي الشعوب القوية على الشعوب الضعيفة والتهام ثروات الدول التي تغزوها وإعادة هيكلة اقتصادها، ونقل أبنائها كعبيد ومنتجين لتدمير الآلة والثروة الغربية.. يقول الناقد والروائي الفرنسي الساخر أناتول فرانس كاشفاً المزاعم الاستعمارية لتحضير الشعوب البربرية: ( إن الاستعمار أحقر أنواع البربرية ولم يعرف العرب والسود وسواهم من حضارتنا حتى الآن إلا المجازر والاستغلال والقهر والاستيطان).
الهمجيون غوغائيون، رعاع يمارسون العنف والهمجية يطاردون الآخرين لإيذائهم وقتلهم واغتصاب وامتصاص دمائهم وخيراتهم، أصحاب رؤوس ساخنة تنهشها أحلام السيطرة، ينظرون بخبث إلى الشعوب الفقيرة بحقد يجعلهم يهيمنون بهمجية وإضمار الشر وتمرير مصالحهم على حساب آلام وأراضي وخيرات الشعوب، يقول الأديب الروسي فيودور دوستوفسكي في روايته الأخوة كارامازوف: (يقال: إن الإنسان حيوان كاسر إلا أن هذا القول إهانة للحيوانات لا داعي لها، الحيوانات لا تبلغ مبلغ الشر في القسوة أبداً، النمر يكتفي بتمزيق فريسته والتهامها).
الهمجية عدوة الحياة وليست مجرد سمة ترافق الحضارات بل هي جزء لا يتجزأ من تكوينها وهي تولد البربرية عندما تنطلق للغزو والسيطرة ونهب مقدرات الشعوب وبسط الهيمنة على الآخرين وتنشر البشاعة والشرور والأحقاد وتحطيم أسوار المعرفة ومصادرها واغتيال الوعي وتغييب العقل.
نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار