البرد وسهرة رأس السنة.. ومتتاليات الوجع!

الوحدة: 3- 1- 2023

كلّ شيء بوقته جميل، حسب القول الدارج، إلا البرد ليس (حلواً) لا في وقته، ولا بغير وقته، ما لم يكن كلّ شيء متوفراً، من المازوت، إلى الحنطة، إلى التين المجفف، والكستناء، والبطاطا الحلوة… إلخ!

تخلّينا، أو أجبرونا على التخلّي، عن أغنياتنا الشتوية، لأنه مطلوب منّا أن نتصدّى لهذا الشتاء بصدور عارية، فلا الألبسة قادرون عليها، ولا الـ (50) ليتراً من المازوت، إن توفّرت، تحقق أي إضافة دافئة، ولا الأحراج بقي فيها عود للاحتطاب، وويلٌ لمن يقع بين أيدي الضابطة الحراجية، فإما سيدفع رشوةً، أو سيتجرّع السجن والغرامة، وكلّ ما ذكرته آنفاً مما لذّ وطاب مكتوب بجانبه: ممنوع الاقتراب وخاصة للموظفين!

ليس ذنب الحكومة أننا صرفنا كلّ دخلنا الشهري في سهرة رأس السنة، فهي، والحمد لله، تعطينا ما يكفي، لكننا كشعب لا نعرف التخطيط (عديم وقع في سلة تين)، وقد (خبصناها) على ملذاتنا الشخصية، ولم نتعلّم بعد ثقافة (الادخار)!

أحد المنجّمين (الله يسامحه)، قال إن طرطوس ستتعرض لضربة من تحت وأخرى من فوق، بالنسبة لـ (تحت)، فبساطنا الأرض، ومهما قست فهي حنونة على ساكنيها معظم الأحيان إلا (إذا زُلزلت زلزالها)، وهذا لا يشغلنا، لأننا مؤمنون أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، أما بالنسبة لـ (فوق)، فقد اختلط علينا الفهم، وهناك (فوق) مشيئة رب العالمين، وهي لا تخيفنا لأنه سبحانه وتعالى رؤوف غفور رحيم، وهناك (قرارات الحكومة)، والخوف كلّ الخوف هنا… قد نبدو مشركين بقرارات الحكومة لا سمح الله، ولكن كل ما نطلبه منها هو أن تكون واضحة لأن فهمنا على قدّنا…

اشترينا البطاريات واللدات، وأجهزة التسخين، والشواحن، والحمد لله لا ينقصنا إلا تشريف الكهرباء ساعة متواصلة ولأربع مرات في الـ 24 ساعة، ونحن شاكرون كلّ الشكر لمن ينير حياتنا ولو بـ 110 فولط!

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار