الوحدة: 13- 12- 2022
كثير من العبارات والأخبار التي نسمعها و نتناقلها فيما بيننا وبشكل يومي وقد تترك آثارها السلبية على استقرارنا النفسي لفترات طويلة دون محاولة منا لاحقاً التمحيص في تلك الأخبار التي وقعت أو التزود بقليل من المعلومات والثقافات المعرفية حول ذلك الحدث الذي طرأ على حياتنا وبشكل مفاجئ…. هذه الأخبار قد تكون طبية أو اجتماعية أو علمية أو .. إلخ
ومن بين هذه الأخبار التي اعتدنا كثيراً سماعها (وفاة مولود الشهر الثامن) أو (استحالة استمرارية عيش هذا المولود) ، هذه العبارة التي ترددها كثير من النساء لدى سماعهن خبر وفاة مولود ما قد تم خروجه إلى الحياة من رحم أمه خلال الشهر الثامن.
فما أسباب استحالة عيش وليد الشهر الثامن أو (الخديج) كما يقال؟؟؟ و ما هو تفسير الاحتمالات الضعيفة لإمكانية استمرارية حياته كما نسمع؟؟؟
حول هذا الموضوع التقت ” الوحدة ” اختصاصية التوليد وأمراض النساء وجراحتها في مشفى التوليد والأطفال بمحافظة اللاذقية د . زهور محمد معلا حيث أوضحت قائلة: يجب على المرأة الحامل التركيز بشكل أساسي على الغذاء مثل اللحوم والخضروات والفواكه الطازجة كونها تحتوي على عنصر الحديد، وهذا يزيد من قوتها المناعية كما يجب عليها التركيز على مشتقات الحليب لاحتوائها على الكالسيوم الضروري للجنين أثناء مرحلة تكونه مع تجنب تناول بعض الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق والاعتدال بشرب القهوة والابتعاد عن التدخين والكحول، إضافة لمحاولة تخفيف الوزن لتفادي حدوث اختلاطات لديها لاحقاً.
أما بالنسبة لوفيات وليد الشهر الثامن أو ما يسمى (الخدج) فقد فسرت الدكتورة زهور هذه الحالات مفصلة : كلما تقدم العمر الحملي للمرأة كلما كانت فرصة الحياة بالنسبة للجنين أفضل مؤكدة أن الاعتقادات التي تتواجد لدى بعض النساء بأن نسبة احتمالية استمرارية عيش مولود الشهر السابع أكثر بكثير من نسبة احتمالية عيش مولود الشهر الثامن خاطئة وهذه المعلومات لا تعتمد على أي مصدر طبي صحيح بل الأمر مرتبط بتأمين الظروف الخاصة المناسبة للخديج المولود قبل أوانه بعد الولادة ووضعه تحت المراقبة كالغذاء والحرارة والوزن وخاصة في حال وجود إنتان معين لديه وغيره من الأمور الأخرى التي لابد من مراعاتها …
وعن وفيات المواليد الخدج داخل الرحم فقد تزداد إن كانت السيدة الحامل مدخنة أو تتناول الكحول حيث أن تناول أكثر من عشر سيجارات باليوم يرفع من نسبة وفاة الجنين حوالي (٥١%) إضافة لأسباب أخرى متعلقة بالوضع الصحي للمرأة الحامل كالإصابة بأمراض معينة مثل ارتفاع التوتر الشرياني والأمراض المناعية والبدانة والسكري وهذا ما يزيد من احتمالية وفاة الجنين.
وحول الوضع الصحي للخديج الذي يخرج للحياة خلال الشهر الثامن، أضافت د معلا: يوجد للخداجة نوعان وهي خداجة مبكرة وخداجة متأخرة أما بالنسبة للخداجة المتأخرة التي تشمل الرضع المولودين خلال الشهر الثامن والذين يعانون من مشاكل صحية مختلفة منها نقص سكر الدم وضيق التنفس أو توقفه في بعض الحالات وصعوبات بالتغذية والإصابة باليرقان وهذا يتطلب مرحلة استشفاء أطول وبقاء ضمن المشفى مشيرة إلى الأمراض التي قد يتعرض لها الخديج بشكل عام قبل ولادته في أوانه سواء خلال الشهر السابع أو الثامن مثل داء الأغشية الهلامية والريح الصدرية وأمراض ذات الرئة الخلقية والمشاكل القلبية والوعائية، إضافة للمشاكل الدموية مثل فقر الدم والمشاكل الهضمية كسوء الوظيفة الهضمية والعوامل الاستقلابية الغدية وغيره من الأعراض التي تتطلب وجودهم في المشفى تحت المراقبة مع تأمين الظروف الخاصة الملائمة لهم ضمن الحواضن. مؤكدة أن حياتهم ستسير بشكل طبيعي في حال تم تأمين الظروف المناسبة والعناية التامة.
كما وجهت د. زهور معلا نصائح إرشادية عدة للأم الحامل منها : تناول حمض الفوليك قبل التحضير للحمل بثلاثة أشهر أو خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل مع النوم بشكل كاف ولمدة ثماني ساعات ليلاً والالتزام بأخذ اللقاحات وخاصة لقاح الكزاز والنوم على الجانب الأيسر وخاصة بعد الأسبوع الحملي الثامن والعشرين وتناول كمية كافية من المياه يومياً مع القيام بالتمارين الرياضية الخفيفة كرياضة المشي ومراعاة توصيات الطبيب المختص، إضافة لتجنب الوقوف لفترات طويلة وعدم ارتداء الملابس الضيقة وأن لاتقل زيارتها للطبيب عن ثماني زيارات خلال فترة الحمل ولابد من زيادة عدد هذه الزيارات في حال الشعور بوجود مشاكل صحية لديها أو مضاعفات معينة وذلك حسب توصيات منظمة الصحة العالمية وخاصة في حال ظهور إحدى المشاكل الصحية التالية وهي: حرقة في البول – نزيف تناسلي – ٱلام أسفل البطن – قلة الإحساس بحركة الجنين – الشعور بصداع شديد – تشوش في الرؤيا – ارتفاع التوتر الشرياني.
جراح عدره