الوحدة: 22- 11- 2022
هناك تجارب من العالم اعتمدت العلمَ طريقاً لنهوضها. حتى غَدت علاماتٍ فارقة يمكن الاقتداء بتجاربها الناجحة.
نذكر منها (الهند)، التي ربما لا يعرف البعضُ عنها سوى شهرتها بالبهارات وبأفلام بوليود. فصادرات الهند، اليوم، من برامج الكمبيوتر 156 مليار دولار سنوياً، وخطط الحكومة الهندية منذ العام 1998 توجّهت لتعليم مليون طالب وتأهيلهم في علوم تكنولوجيا المعلومات، حيث أنشأوا 7 معاهد تكنولوجية متطورة، التحق بها 50 ألف طالب متفوق في أول سنة، وتم إهداء حاسوب وخط نت مجاني لكل طالب. كما تم إرسال 2400 طالب متفوق منهم للدراسة في أميركا وانكلترا وألمانيا وغيرها، ومن عادَ منهم انخرط في تعليم مئات الآلاف من الطلبة الشغوفين بالعلم. وتالياً استقطبوا 103 شركات تكنولوجية عالمية وقدّموا لهذه الشركات تسهيلات هائلة، كما أنشأوا مدناً إلكترونية عديدة، وباتوا مُصدّراً مهماً لأحدث برامج وخدمات التكنولوجيا على مستوى العالم. ويتم الآن تدريب 4 ملايين طالب في 1832 مؤسسة تعليمية متخصصة في التكنولوجيا الحديثة من تقنيات البلازما والنانو والخلايا الجذعية.
الهند حالياً ، صارت تتبوأ خامسَ اقتصاد في العالم بعد إزاحتها لبريطانيا العظمى إلى المركز السادس، وهاهو (ريشي سوناك)، الشاب ابن ال 42 عاماً،أحد أبنائها المنحدرين منها يرأس مجلسَ وزرائها.
درب العلم هذا سلكته ألمانيا واليابان في الستينات من القرن الماضي، والصين في السبعينات، والنمور الآسيوية في الثمانينات، والبرازيل والهند عام 2000 وتبعتها إثيوبيا ورواندا عام 2010
هذا سر العلم/ المعجزة.
في جامعة تشرين يتخرّج سنوياً آلافُ الطلاب. وهؤلاء ثروة بشرية وطاقات علمية وإنتاجية تفوق ثروةَ البترول أوالغاز المنتظرة، وذلك إذا ما جرى استثمارَها بأساليب حديثة ومتطورة و(جاذبة).
كل مانحتاجه (إدارة ناجحة) تعرف استثمار هذه الطاقات والإمكانات بمبادرات وطنية خلاقة ، تسهم في صعودنا على سُلّم النهوض والتنمية في شتى المجالات، وفي مُقدَّمِها الاقتصادُ والتكنولوجيا، و الإسراع في (استنهاض الأرض) بطرق علمية حديثة، كي تُغدق علينا بعطاياها، التي نحن أحوج ما نكون إليها، الآن وليس غداً.
جورج إبراهيم شويط