الوحدة : 30-10-2022
تتكامل العملية التعليمية والتربوية بتضافر مجموعة من العوامل المحيطة بالطالب المتعلم والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع المؤثر عليه، ومن هذه العوامل نستطيع تعداد على سبيل المثال لا الحصر : المعلم، الأسرة، الوسائل التعليمية، البيئة المدرسية.. وكلها عوامل هامة وأساسية تساهم بنجاح العملية التعليمية على أكمل وجه.
وحول تأثير البيئة المدرسية على الطلبة، نتوقف عند دراسة قدمتها نهلة بكار، ماجستير إرشاد نفسي وتربوي، تقول فيها : تعد البيئة المدرسية عاملاً من العوامل المؤثرة في نجاح المسيرة التعليمية للطلبة ، فالبيئة المدرسية المحفزة والآمنة تدعم عملية التعلم ، وتحقق نقلة نوعية في التحصيل الدراسي للطالب، وعندما تقوم المدرسة بدورها المنوط بها في المجتمع، فإنها تؤثر على شخصية الطلبة وتعليمهم وبالتالي ينعكس ذلك جلياً في شخصية الطالب والمجتمع.
ورأت الباحثة أنه من خلال الاطلاع على الأحوال في عدد من المدراس تم الإفادة بوجود أعداد كبيرة من الطلبة في الصفوف التدريسية، مما يؤثر في جودة المخرجات التعليمية، كما أن هناك بعض المحددات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر بالبيئة المدرسية بشقيها المادي والمعنوي، مما يؤثر سلباً في البيئة المدرسة ويجعلها بيئة غير جاذبة للطلبة ، مما ينعكس ذلك في عملية التسرب المدرسي ، وانتشار العنف ، والتنمر بين الطلبة.
أما فيما يخص الحلول المقترحة لحل هذه المشاكل التي تواجه البيئة التعليمية، فقد قدمت الباحثة نهلة بكار مجموعة من المقترحات والإجراءات الواجب اتخاذها وأولها :
– العمل على تقليل أعداد الطلبة في الصفوف التدريسية.
– توفير الوسائل التعليمية المختلفة، وتحسين المرافق العامة في المدرسة، في إطار تحسين جودة البيئة المدرسية. – القضاء على السلوكيات السلبية المنتشرة بين الطلبة..
– رفع شأن المعلم، إضافة إلى تطوير الواقع التعليمي من خلال التدريب المستمر للمعلمين فيما يخص عمليات التدريس والأساليب الحديثة المتبعة لتحسين جودة التعليم. – تواصل المدرسة بشكل دائم مع مجالس الآباء والأمهات ، من أجل اطلاع الأهل على مستويات الطلبة، والعمل المشترك لتجاوز الصعوبات والعقبات التي تعترض العملية التعليمية سواء السلوكية أو التحصيلية.
– تقييم الجو الدراسي الذي ينعم به الطلبة في المدارس.
أما فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي، فقد رأت الباحثة أن المسؤولية الاجتماعية للمدرسة، تحتم عليها التواصل البناء مع المجتمع المحلي، من خلال إيجاد نوع من الترابط والتكامل ما بين دور المدرسة والأسرة، مثل القيام ببعض الأنشطة كالرحلات الجماعية، كما أنه يمكن للعمل الجماعي حل المشكلات السلوكية والتعليمية بالتعاون ما بين الأهل والمدرسة، من خلال الأفكار التي تطرح في الاجتماعات الدورية ومتابعة العمل على إيجاد حلول ناجحة مما يمنح الطلبة مزيدا من الأمان والاستقرار النفسي .
وأخيراً ، نوهت الباحثة بأن التعليم حق لجميع الطلبة ومن واجب الجهات المعنية أن تهتم به حتى يصل لمكانة عالية وتتحسن نظرة المجتمع للمعلم، ويرتفع قدره ومكانته ويحترم من الجميع ويصبح التعليم رغبة ذاتية من قبل الطلبة من خلال المحفزات والتعزيزات، للإقبال عليه وعدم الهروب أو التسرب منه ، بالإضافة إلى الاهتمام بالمبدعين والموهوبين وتوفير الأجواء اللازمة لهم والتكفل برعايتهم وضمان مستقبلهم حتى يكونوا في خدمة مجتمعهم.
فدوى مقوص