العولمة الثقافية ومنعكساتها الفكرية على منطقتنا والعالم

الوحدة 27-10-2022

sdr

في سياق النشاطات الأسبوعيّة للجمعيّة العلميّة التّاريخيّة أقامت الجمعيّة نشاطاً ثقافياَ (موضوع للحوار) بعنوان : (العولمة الثقافية ومنعكساتها الفكرية على منطقتنا والعالم). التي ألقاها عضو الجمعية الأستاذ محمد عبد الله زهرة، رأى خلالها المحاضر أن العولمة ظاهرة اقتصادية قبل أن تكون عولمة سياسية وثقافية وعلمية وتقانية وغيرها مجتمعةً، والتي تعد وجوهاً للعولمة و أشكالها، مشيراً إلى أن ظواهر المجتمع عبر التاريخ تتبع ظواهر الاقتصاد الذي هو محرك التاريخ، و بالتالي فإن العولمة كظاهرة اقتصادية تنتمي إلى نظام الإنتاج الرأسمالي، وهي أعلى مراحل الإمبريالية التي انتقلت انتقالاً حاسماَ نحو الرأسمالية الكونية التي تبرز فيها سيطرة بضع شركات ومؤسسات على مصائر الاقتصاد والإنتاج والبشر كافة. ورأى المحاضر أن العولمة هي النطام الاقتصادي الأعلى في العالم الأكثر توحشاً وإفقاراً للعالم الذي يبتلع كل قرارات الأرض كي يتقيأها سلعاً، وتلك العولمة تصل بالاحتكار إلى حدود سيطرة بضعة شركات على الاقتصاد العالمي. و بيّن المحاضر أن البعض ينظر إلى العولمة على أنها ثورة المعلومات والاتصالات وقفزة خارقة للإنترنت فظهور الموبايل، وكثرة ضحاياه استطاع إلغاء الساعة والمنبه و َالروزنامة والمسجلة و الراديو و التلفاز والقواميس و المكتبات، وأصبح العالم كله في جيب إنسان هذا العصر. وتساءل المحاضر عما إذا كانت هذه الاكتشافات المبدعة بريئة رغم كل الإيجابيات التي انعكست على خدمة الإنسان وتوفير الراحة له؟! موضحاً أن هذه الأخترعات المهمة صُنعت خصصياً خدمةً للشركات العملاقة ولمواكبة تبدلها في أقاصي الأرض وتلبية احتياجاتها، مؤكداً على أن الإنجازات العلمية لا يمكن أن تتوقف عند حدٍ معين، و لابد من انتشارها عالمياً بل إن شركات تخصصية أنشأتها لتطويرها ونشرها وتحسين ظروف استثمارها. و أوضح المحاضر أنه لايوجد اكتشاف في التاريخ لم يرخِ بظلاله على حياة الشعوب و أن نشر التكنولوجيا سيترافق حتماً مع اللغة التي هي أحد أبرز مظاهر الاستقلال والسيادة. تلا المحاضرة حوار بين السادة الحضور : رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ عز الدين علي و أعضاء وأصدقاء الجمعية و المحاضر أدار محاوره الزميل الصحفي خالد حاج عثمان، تم التأكيد خلاله على أن العولمة لم تثبت هدفها الإنساني كما يتم تفسيرها الآن، بدلالة عدم قضائها على الفوارق الطبقية و عدم حدوث تجانس ثقافي رائع، و كذلك عدم تحقيق اقتصاديات متطورة تتحقق خلالها العدالة الاجتماعية وتسبب النمو والازدهار الاقتصادي بين الشعوب، كما تم التأكيد على أن التصدي للغزو الثقافي الفكري يكون فاعلاً و مؤثراً بمقدار ما تمتلك الشعوب من رصيد معرفي و علمي وثقافي وتمسك بالتراث والهوية الوطنية ، و أن العولمة هي نظام عالمي اقتصادي ينبغي مواجهته بنظام عالمي آخر نداً له حيث تتوجه الأنظار حالياً نحو دول البريكس التي ستؤدي دوراً اقتصادياً مهماً في مواجهة العولمة المهيمنة على العالم.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار