الوحدة: 23- 10- 2022
تجذب الأعمال الشرقية بكل أسمائها ومسمياتها الإنسان، بما تحمله من السحر والإبداع وعبق الماضي والأصالة، وبما تفعله بالمرء الحاضر من خلال نقله إلى الطبيعة والماضي الذي يحن إليه ويشتهيه فتجعله يعيش فيه، وهي جزء هام من التراث الشعبي الساحلي العريق أولاً بأول.
وتحظى هذه الأعمال بتقدير واهتمام الناس في بلادنا، كما تعد محلاتها وأسواقها قبلة الزوار والسائحين من كل مكان، وليس من أجل الاقتناء والاستعمال المنزلي اليومي كحاجة ضرورية، بل لبساطتها ولكونها تحمل رائحة الطبيعة والذكريات, فهي الأجمل والأقرب للقلب من مثيلاتها النحاسيات أو المعدنيات، وحتى من الزجاجيات الفخمة الثمينة.
إنها تحف جميلة يقتنيها الناس ويجعلونها جزءاً عزيزاً من ديكورات المنازل والمطابخ وجدران الصالونات فيزينون بها ويزيدونها جمالاً على جمال, كما يتهادى الناس بها كأجمل الهدايا والتذكارات.
ومثل هذه الخشبيات كمثل غيرها من النفائس الشرقية هي جميعها محط محبة الناس واهتمامهم المتنامي, ويعدد من تلك الأعمال الأدوات الخشبية المستخدمة في الطعام، وقد كانت عماد المطابخ القديمة في الريف ومنها كراسي القش أو كراسي العود أو كراسي الخشب الصغيرة أو الكبيرة المريحة في أثناء الجلوس، وتدخل في عداد هذه الأعمال أيضاً صناعة الأدوات الزراعية الخشبية كالمحراث القديم أو الصمد والنير والمناجل وغيرها من الأدوات الزراعية التقليدية.
وقد اشتهرت بصناعة وتجارة هذه الأعمال الخشبية العديد من الأسر في اللاذقية مدينة وريفاً.
حيدر نعيسة