التربية البيئية.. كالوعـــاء المــثقوب

العدد: 9332

11-4-2019

نحن نعيش في بيئة مليئة بالملوثات التي تأتينا من كل حدب وصوب، فهي الحاضنة الأساسية للإنسان والوسط الذي يعيش فيه، وقد أدت الحرب الظالمة على قطرنا إلى تدهور كبير في الموارد الطبيعية، والنظم البيئية وانتشار الأمراض والأوبئة والحرائق والدمار في الكثير من المناطق، إضافة إلى الإهمال والسلوكيات الخاطئة للأفراد والجماعات.

وهي الأمور التي جعلت الهاجس البيئي يزيد الحياة ألماً ووجعاً، والمشاكل البيئية تزداد وتتفاقم وتتعقد يوماً بعد يوم، وواجب على كل فرد في المجتمع العناية بالبيئة والحفاظ عليها، وهو عمل جماعي مشترك ومسؤولية عامة للوصول إلى بيئة صحية نظيفة نقية، وقد كانت سورية من أوائل الدول العربية التي أهتمت بقضايا البيئة والتلوث وأحدثت أول وزارة خاصة بها منذ عام 1991 في عهد القائد المؤسس حافظ الأسد.
التربية البيئية هي طريقة إعداد الإنسان للتعامل الإيجابي الناجح مع البيئة المحيطة وتعليمه أسلوب إدارة علاقته بها ، وترسيخ مفهوم النظافة بين السكان وتعريفهم بالأنظمة البيئية الحية وغير الحية، وتنمية فهمهم بعناصرها وكيفية استغلالها والاستفادة منها وحمايتها و صيانتها ، وإظهار أهمية مصادر وموارد الطبيعة المحيطة والحفاظ عليها من التلوث والنضوب.
الحفاظ على البيئة يبدأ من نشر الثقافة البيئية وتنمية الوعي الفردي والمجتمعي للحفاظ عليها آمنة ، وبناء صداقة معها قائمة على الاحترام المتبادل عن طريق المدرسة ووزارتي الإعلام والثقافة ، وتعليم الفرد أهمية وضرورة النظافة الشخصية وفي المنزل والقرية والحي والشارع والطريق والمعمل والمدينة.
وعقد الندوات التوعية وإلقاء المحاضرات لزيادة معرفة السكان بما يتعلق بها، والتحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجهها وتنعكس بدورها على جميع الأحياء ، وإقامة حملات النظافة وأيام العمل الطوعية في الشوارع والطرق والحدائق والأحياء وتنفيذ حملات التشجير و زراعة الورود وغراس الأشجار في المدينة والمناطق والقرى والجبال حيث تعمل النباتات والأشجار على تنقية الهواء وتخفيف حدة تلوث الجو المحيط ، وزيادة وعي الناس وخبرتهم بآثار المخلفات التكنولوجية والصناعية وضررها المدمر على البيئة، وتعليمهم كيفية التعامل الإيجابي مع النفايات المنزلية وفرزها لتخفيض كميتها، وكيفية التعامل مع النفايات البلاستيكية والطبية الخطرة وعدم رميها إلا في الأماكن المخصصة لها البعيدة عن متناول الناس وخاصة الأطفال.
وبين ما هو كائن وما يجب أن يكون صارت البيئة مثل الوعاء المثقوب تعاني جروحاً ونزيفاً لا يتوقف حتى النضوب، وتلويثها يؤدي إلى تدهور نوعية الهواء والتصحر وتدهور التنوع الحيوي وانتشار الأوبئة والأمراض والآفات والجرذان والقوارض والبعوض والذباب ..
علينا إعداد الفرد النافع في المجتمع الذي يفيد ولا يضر ، يعمر ولا يخرب للتقليل من الأخطار البيئية على حياة الإنسان وحماية مصادرها الطبيعية من النضوب والحفاظ على الموارد المائية الشحيحة النادرة من التلوث ، والتعامل الإيجابي معها لتحويلها إلى محيط صحي سليم خال من الأوبئة والأمراض والوصول إلى أفضل استغلال واستثمار لمواردها وخيراتها. لماذا لا يتم تفعيل العقوبات الرادعة المنصوص عنها في القوانين وفرض الغرامات المالية بحق مرتكبي مخالفات النظافة وتلويث المرافق والأملاك العامة وإلقاء النفايات في الينابيع والأنهار والسواحل والوديان والغابات والأحراج..؟!

منى الخطيب 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار