الوحدة : 12-10-2022
” من الفاروس إلى رأس شمرا، رحلة السير على الأقدام إلى قايا، حيث تبدأ الخطوات الضائعة على طريق طويل لا يمرّ من هناك إلّا القليل، حركة خجولة صنعها روّاد شاليهات الرائد العربي، فتلك المسافة التي تحتضن طبيعة خلّابة تعانق شريط الشاطئ البحري برّرت تعب الوصول ووحدة الرفقة. هنا من ” قايا ” ذلك التجمّع المترامي بين حقول خصبة تختبئ الكثير من الخدمات المُهملة، أمّا الأمر الأهم وهو النقل، الوجع العام الذي يشبه إلى حدّ كبير معاناة أخواتها في الجيرة كبرج القصب والمقاطع وأجزاء من الشامية، فالأهل هناك يتعطشون لسرافيس تخدم أبناءهم من طلاب وموظفين، حيث يعتمدون كالمقاطع على السيارات القادمة من برج إسلام والصليّب، مطالبين بأن يكون لهم سرافيس تبدأ من كراج الفاروس مروراً بأوتوستراد دمسرخو ثم البندي والمقاطع وصولاً إلى قايا، (متجاهلين) باص النقل الداخلي الذي لا تستطيع طرقاتهم تحمّل بدنه الضخم، يلي ذلك انعدام المدارس لجميع المراحل، حيث يقوم الأهالي بتوصيل أبنائهم إلى مدارس المقاطع بأجور عالية عبر سيارات خاصّة تصل لنحو ٧٥ ألف ل.س لطالبين في الشهر، مع العلم أن هناك خطط موضوعة لبناء مدرستين إعدادية وثانوية وكذلك مركز صحّي إضافة لاستكمال مشاريع الصرف الصحّي المتوقّفة بحجّة الاعتمادات المالية على حدّ زعم الأهالي، مطالبين بتنظيم أملاكهم (طابو) أسوة بغيرهم،
وقد ناشد أهالي قايا بضرورة وضع جدول زمني منطقي لترحيل القمامة وتجمّعاتها الضائعة بين بلدية الشامية وبلدية برج القصب، والتي تبقى جانب المنازل لأكثر من ٢٠ يوماً بحالة تخمّر وتعفّن الأمر الذي قد يشكّل خطراً على المياه الجوفية التي يستخدمونها للشرب، لأن المياه الرئيسية لا تزور منازلهم إلا شتاءً، إضافة لوضع حدّ لتجمّع القمامة جانب محولة الكهرباء وضمن مبناها الآيل للسقوط بأية لحظة في حارة بيت سليطين، والقيام بوضع براميل أو حاويات على الطرقات، مطالبين بإيجاد حلّ إسعافي بديل لمياه هضبة عين البيضا يُنجي أملاكهم وحمضياتهم المتّجهة ليباس قسري، مع العلم أن الآبار التي يتّكلون عليها قد انخفضت مناسيبها كثيراً ولم تعد قادرة على الصمود بوجه الجفاف وحرارة الصيف، كما أن قايا لم تسلم من أضرار العاصفة التي مرّت من هناك، حيث تمّ تجاهل التعويض عليهم، مع العلم أنّه تمت إعادة تسجيل الأضرار من قبل الوحدة الإرشادية وحتى الآن لا زالوا بحالة انتظار، أمّا بخصوص شبكة الإنترنت فهي غائبة عنهم تماماً مطالبين مؤسسة الاتصالات النظر بأحوالهم لأن عروض الشبكتين من دقائق مجانية وباقات أخرى أصبحت بسعر (الموز) .
سليمان حسين