الوحدة: 11-10-2022
يخفي الساحل السوري العديد من القرى والمزارع الضاربة بعمق التاريخ، وقال الباحث نبيل عجمية : قد تميزت هذه المناطق السورية على امتداد الوديان وأعالي الجبال، بطبيعتها الفاتنة ومواقعها الأثرية وتاريخها الذي يروي حكايات الحضارات قبل مئات السنين.
وأضاف الباحث ما زالت أشجار الصنوبر والسرو والسنديان، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة كأشجار الجوز واللوز والتفاح والخوخ والبرتقال ودوالي العنب تغطي الجبال والوديان وتحتضن المنازل والمعالم التاريخية القديمة، تتحول بها القرية إلى لوحة تدهش النظر، وتمنح الزائر المتعة البصرية إلى جانب الهواء المنعش والهدوء والسكينة التي تخيم على القرى الجبلية.
وإحدى هذه القرى هي قرن حلية ( حلياء )ومعنى اسمها، القرن : الجبل الصغير رأس الجبل، والقرن من القوم سيدهم، الحلية: ما يزين به من مصنوع المعدنيات أو الحجارة الكريمة ، وهي ترتفع عن سطح البحر /800/ متر.
ولا يزال العديد من أبناء القرية يحافظ على ارتداء اللباس التقليدي ولا سيما في الأفراح هذا اللباس الذي بات محصوراً بكبار السن من أبناء القرية الذين يرتدونه فى الأعراس الشعبية الفلكلورية ولا تزال عائلات القرية تحتفظ بطقوس مُشتركة فيما بينها، تجعل الحياة فيها هادئة وآمنة..
ولفت الباحث عجمية تتبع القرية ريف جبلة محافظة اللاذقية وتحيط بها العديد من القرى الساحرة، مثل : متور وحرف متور وموقع الشيخ مبارك والمنيزلة وبترياس والعامود، وهي كغيرها من القرى الساحلية الجميلة ألبستها الطبيعة ثوباً دائم الخضرة صيفاً وشتاء، كما أنها قرية وادعة، تتوزع فيها التلال والهضاب والسفوح والتي قام مالكوها بتحويلها إلى أراض صالحة للزراعة، بعد أن كانت وعرة لا تصلح لشيء، ولعلها من القرى الفريدة التي استثمرت جبالها في زراعة الأشجار المثمرة وبخاصة شجر الجوز حول الحراج الطبيعة، وتسيطر الأشجار المثمرة ذات المردود المادي على معظم جبال القرية التي تحيط بها، وطبيعتها قاسية في فصل الشتاء، ولكنها من أجمل المصايف في سورية صيفاً، وعندما تنحدر إليها بالسيارة على الطريق الواصلة لها من ناحية عين الشرقية ستلقط أنفاسك وأنت تشاهدها وكأنك تهبط من الطائرة.
الحديث عن قرن حلية لا يخلو من الشوق لزيارتها والاستمتاع بجمال وألوان وهدوء طبيعتها ومناخها المعتدل.
نسيم صبح