رومــــــــا.. وقـــــرقعات حــــــروب العالـــــم

العدد: 9331
10-4-2019

في هذه الحياة لا بد أن تتعلم في ألا تكون إلا أنت، وأفكارك نسيج وحدك أنت، وتهويماتك هي صورتك أنت على مرايا الجدران الفقيرة، الغنية، الآيلة للحنين، التي تضمكم بصمت خلفها.

لهم وحدهم، إخوتك فوق هذا الكوكب المجنون، ترتب كلماتك على طبق من تراب،
تفرد أوراقك على طاولة الموج، تحتسي نخب الليل القادم من خلف حدود البحر..
السماء فجأة تفتح لكل الذين تحت خط الفقر (بقجتها)، وتنهمر مطراً ومالاً وطعاماً وكساءً، تسأل البنوك العملاقة والشركات العملاقة وأثرياء العالم: من يراقص الهياكل على حافة المراقص الملأى بحيتان المال وأعاصير الطمع الآدمي؟
أيها السيد (آدم)، وأنت أبو الجميع، استيقظ من غفوتك، واسأل عن أبنائك وأحفاد أحفادك، في كل القارات التي سقطنا فيها على حين (تاريخ) متدرج، وبسبب تفاحة:
هل الفقراء خطأ تاريخي بتوقيتٍ سماوي خاطئ؟ لماذا يدُ القدر، أو الأيدي المؤازرة على الأرض، يحلو لها أنْ تعمل من الوجوه البائسة شظايا محطمة، مهشمة، مهمشة، كما المرايا؟
هل تستطيع حكوماتُ الأرض أنْ تعيدَ هيكلة الزمن، وهيكلة الهياكل المسؤولة عنها من البشر شبه الآدميين، الذين فوّضوهم بورقة محبتهم وثقتهم الشعبية الطيبة، وألقوها في صندوق اقتراع، بغفلة من السيدة اليونانية الأولى: (ديمقراطية)..
متى يكون الموعدُ الأخير للصلاة على جثة السيد الرهيب (فساد)؟ وعلى جثة الخوف، وجثث الذين يكتنزون ويثرون، ويثرثرون، ويتضخمون ويأكلون ولا يشبعون، من أباطرة المال، فقراء الضمير؟
لماذا تبقى الأبوابُ مشرعة على اللا شيء؟؟
لا موطئ قدم، على ما يبدو للفقراء، في جنة الأرض، ربما اكتمل العدد، والصالة لا تتسع للذين يعزفون على ناي الروح، وإيقاع البطون الذي بلا صدى..
وحدهم أولئك الذين يسكنون أكواخَ الأمل، وحدهم، وَهُم أمامَ وأسفل الشمس الحائرة، وحدهم لهم تلك الظلال الخشبية..
ماذا لو نقوم بجولة داخلَ أدمغةِ الذين يديرون دفة العالم، من أقصى السماء، إلى أقصى الوجع، هل ثمة أخيلة لـ 7 مليارات يبحثون، يلوبون، يستجدون رغيفَ خبز، وسقفاً آمناً، بعيداً عن جحيم النار والدخان؟
ماذا دهاهم ساسة العالم وتجّارُ الشعوب وفراعنة المال، حتى تحولوا لمشعوذين، يبشرون باليوم الغابر،الأغبر، أو ربما باليوم الذي بعد بعد الآخر!
هارولد لاسكي عالم السياسة الألمع، معه حق حين قال (حقاً، لا ملائكة في السياسة)
فائض القوة للإمبراطورية، الغضنفر، لروما العصر، التي لا حضارة لها، ولا تاريخَ في التاريخ، فائض قوتها يتدفق، بعنجهية أحمق، بشعر أشقر، يتدفق بهستيريا، يتحول سيلاً دفاقاً، يجرف أمامَ دواليبِ ترساناته الدولَ والشعوبَ والحضارات..
من يصلح في هذا الزمن كي يرتدي عباءة الحكمة والعدل والحق والخير والقانون، من يخلع عن كواهلنا عباءات الوداع الأخير، البيضاء كثلج السماء؟
أيها السيد (الجحيم) لماذا تقتحم عالمنا الأرضي، ما زال الوقت باكراً كي يتم اللقاء في رحابك، التي نوافذها من نار وأبوابها من ثلج القلوب..
سنأتيك، ندخل بواباتك كما تماثيل الشمع..
إلى ذلك الحين، (تعالوا نضحك.. نضحك.. نضحك.. حتى تغطي ضحكاتنا قرقعاتِ حروبِ العالم)..

جورج إبراهيم شويط 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار