ليس ترفاً !!!

الوحدة:2-10-2022

مع كل ما يطلبه المواطن، نسمع أسطوانة واحدة: ضمن الإمكانات المتاحة .. بدءاً من قطرة الماء، و دقائق الكهرباء، إلى المواصلات، حتى رغيف الخبز، و وزنه، وجودته..

خطر في بالنا أن نخرجكم من هذه الأسطوانة، ليس لنحرجكم، بل لنذكركم فقط بأشياء متاحة ضمن الإمكانات المتاحة.

ليس ترفاً أن تكون مدينتُنا جميلة وأن تلفتَ نظرَ المواطن القريب قبل الغريب إلى جمالها ورونقِ ساحاتِها وأناقةِ حدائقها، وانسيابِ أرصفتها، بحجارتها وأطاريفها الملوّنة، والتماعِ الإسفلت على صفحة شوارعها..

ليس مطلباً تعجيزياً أن تقوم البلدية أو بالتسمية المحلية (مجلس المدينة)، بحلته الجديدة، بترميم وتحسين البرك المائية التزيينية، التي هي بالأساس جاهزة، ولا تحتاج إلا لبعضِ الرتوش الصغيرة، مع رغبة في التنفيذ، حتى تتحوّل إلى لوحة تُبهج قلبَ وروحَ المواطن، قبل ناظِرَيه، لعله ينسى قليلاً من أساسياته “غير المتاحة”..

ساحة الشيخضاهر، أعيدوا إليها المياه، وأطلقوا نوافيرَها، ومَدّدوا لها من الطاقة الشمسية إنارةً لأضوائها الملونة، لتصبحَ فُرجةً في ليالي هذه الساحة العريقة الأهمّ في تاريخ المدينة، وفي ذاكرة أهل اللاذقية.

ومثلها باقي الساحات،فماذا لو تمدّدنا أكثر بأحلامنا (المشروعة)؟، ماذا لو أعدنا إحياء بركة تزيينية في (دوّار الزراعة)، مع العلم أنه كان ضمن المخطط الموضوع لهذه الساحة، أثناءَ إنشائها، تنفيذ بركة تزيينية مع حديقة ومقاعد، لكنهم نسفوا الفكرة، وربما لغاية ما !!!

ومثلها الساحة الخضراء الواسعة المُتصدّرة لدوار هارون.

ولكي لاتقولوا إنّ الوقتَ والإمكانات غيرُ متوفرة، مع الطرح المعروف لباقي الأسطوانة المعهودة.

نقول: زمنياً.. معكم من الوقت ما يلزمكم لتجسدوا هذه الفكرة  على أرض الواقع بتأنٍ وروية..

أما من ناحية الإمكانات فهي لاتتطلب أكثر من رغبة في المبادرة، مع قليل من احتياجات ومتطلبات عادية ومتوفرة، ويمكن تأمينُها من شركات البناء والإعمار الحكومية، وستكتمل الصورة أكثر فيما لو يُعبّر التجار والصناعيون عن حقيقة محبتهم لمدينتهم، التي منها تأتي (أرزاقُهم الواسعة)، حين يدعمون هذه المبادرة الحضارية، بسماحةِ نفس ورضى (بمبالغ قليلة).

  رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار