الوحدة : 22-9-2022
في لغة السلع، يقولون: (الغالي هو الرخيص والرخيص هو الغالي)، ولكن بعض الناس تعمم هذه النظرية على كل شيء، وتراهم يذهبون إلى الطبيب الأعلى أجراً، والمشفى الأغلى سعراً، والمدرس الخصوصي الأشهر سمعة، ولو توفر لهم مدرس بسعر أقل ومعهد بسعر رمزي، فهم يهرعون إلى الأغلى ويتفاخرون باسم المدرس أو المعهد الخاص، في الوقت الذي يشكو الأهالي من الارتفاع غير المسبوق في أجور ساعة التدريس الخاصة، وعندما نقول ساعة فهي بالفعل ساعة – ستون دقيقة بالتمام والكمال – والأجر بأرقام فلكية، حيث تصل الساعة لبعض عتاة المدرسين إلى حوالي ربع راتبه الشهري الذي يتقاضاه، ومع ذلك تجد أن برنامج يومه مغلق منذ السابعة صباحاً وحتى ما بعد منتصف الليل، والأسر تشكو هذا الحال وهم بالأساس من صنعوا هذه الهياكل، وبالمقابل ثمة معاهد تتقاضى أجوراً رمزية، وبعضها يتبع لمديرية التربية في اللاذقية وبعضها برعاية منظمة الشبيبة، حيث تقدم هذه المعاهد دورات تقوية لطلاب الشهادتين الإعدادية أو الثانوية إذ يعطي فيها نخبة من المدرسين وتقام ضمن المدارس في ذات القاعات الدرسية ولكن خارج أوقات الدوام الرسمي، وتشمل كافة المواد الدراسية وبأسعار مخفضة جداً يمكن وصفها بالرمزية، حيث يسدد الطالب عن كل مادة في الشهر ما يعادل حصة درسية خاصة واحدة ومع ذلك تجد الإقبال عليها متواضعاً جداً. وقد أكد مدير المعهد المقام في مدرسة أحمد بهيج شومان لطلاب شهادة التعليم الأساسي طلال يوسف درويشو أن المعهد يقدم كافة المواد الدراسية ويعمل فيه مدرسون أكفاء وبأسعار مخفضة ومع ذلك أعداد الطلاب قليلة ولاتعادل عشر العدد المفترض أنه يحضر لامتحان شهادة التعليم الأساسي.
هلال لالا