يوم رميتني بوردة

الوحدة 10-9-2022

وسط هذا الزحام الكوني..
في زحمة هذا الموت يعلو ضجيج الحياة
عند رأس العمر
على مفترق نفق من غروب، نقف متباعدين
أقول لك:
متاعب شتى تدفعنا للتنافر..
وبين ضلوعنا توق للتشبث بمزق الأيام.
تقولين لي:
– هكذا يدفعون بنا إلى رحم الظلام العقيم..
تلال من صقيع تغطي ما كنا نمتلك.. من حقول دفء ومحبة..
– يسرقون وقتنا، ويمنحوننا أحصنة من خشب
– لم يتركوا للفرح موضع وردة..
نسفوا البيوت وابتعدوا
أحرقوا شجرة التوت الوحيدة قرب تنور بيتنا الصغير
حيث كنا نغزل المواويل تحت ظلها، لنبعد عنا شبح الحزن ووحشة الأيام.
وحيث كنا نظن أن الحبّ وحده يبقى..
ولا يطال الرصاص سقف سنابله العالي
– وحيث انتظرتك لنهرب معاً في شعاب الشفق
– سيطلع من رماد شجرة التوت شجر آخر.
وسوف نعيد للوردة نضارتها..
لتنور بيتنا الصغير حكاياه
– الريح تخبُّ تحتنا، وما زلنا نحلم بالانطلاق..
ننتظرهم في شوارع الغربة، ونتقاسم معهم متاعب الرحيل وثرثرات الترهل..
يقصمنا الوقت في محطات الانتظار.
ننتظر طيوف من رحلوا، ولهذا لم يجيء أحد.
ولهذا أضعت عنوانك، وكان بي شوق للقاء.
فتشت قوافل الأنهار قافلة.. قافلة، ولم أعثر على وجهك.
بين ركام المذابح، ونسف الجسور.. القتل يمشي، والحب دائماً يفتش عن بيت يأوي إليه فوق هاتيك الجبال.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار