الوحدة 6-9-2022
في بداية كل عام دارسي ينشغل الأهل بالتحضيرات وشراء مستلزمات المدرسة من لباس وقرطاسية، ومنهم من يفتقد العنصر الهام في حياة طفله ، وهو تهيئته لتقبل المدرسة ونظامها .
حول هذا الموضوع كان لنا بعض اللقاءات والآراء :
– السيدة امتثال عزيز أحمد موجهة تربوية، قالت: يأتي الأطفال إلى المدرسة من بيوت سوياتها الاجتماعية مختلفة، فالكثير منهم يعاني من مواجهة البيئة الجديدة و الأقران الجدد و أشخاص غير الأهل و نظام مختلف عن نظام أسرة المنزل، و قد يتغير عنده نظام النوم و الطعام و اللعب و الابتعاد عن الأهل و خاصة الأم، فيفتقدون الكثير من العواطف التي تعلموا عليها، و تختلف درجة هذا الأمر من طفل لآخر .
فقد يظهر عند الطفل العناد و الاستجابة لشيء معين عليه فعله، و هذا نوع من اضطراب السلوك الشائع عند الطفل.
أيضاً ظاهرة البكاء الكثير و الخوف من الجديد و الشعور بالملل و الإحباط أحياناً، كثرة الحركة و عدم الانتباه و الاهتمام و قد يتلفظ ألفاظاً نابية، و الطبع الفضولي عند الطفل يدفعه لاستكشاف كل جديد. وكذلك ظهور السلوك العدواني أو التنمر عند البعض، التظاهر بالمرض و الحاجة للطعام والشراب و النوم و الحمام ، ورغبته في تملك الأشياء التي يراها مع رفاقه لأنه تعلم في المنزل أن كل شيء له، طبعاً كل ما يعاني منه الطفل ناتج عن عدم مراعاة الأهل لمشاعر الطفل و العمل على تأهيله تربوياً و سلوكيا لحياةٍ خارج نظام أسرته، وجوده وسط بيئة جديدة و أشخاص جدد و نظام مختلف.
وعلى المعلمة سواء في المدرسة أو الروضة اتباع أسلوب الترغيب و نشر الفرح و الألوان الجذابة التي تلفت و تشد انتباه الطفل. كما ويتوجب الثناء على الطفل بعد كل سلوك صحيح، و الابتعاد كلياً عن التعنيف اللفظي و الجسدي.
اعتماد الهدوء و الصوت الخافت أثناء مخاطبة الأطفال.
التذكير بالسلوك الإيجابي و الثناء عليه كي يكون نموذجاً يحاكيه أقرانه من التلاميذ ، اعتماد التواصل بإيجابية والتفكير معه و مراعاة مستواه الفكري لإيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة.عدم انتقاد الطفل و تأنيبه إذا أخطأ أمام أقرانه. عدم تدخل الأهل في كل شيء و تركه يعتمد على ذاته في حل بعض مشكلاته كالشجار مع رفيقه مثلاً.
لذلك كله أؤكد على دور الأهل في تهيئة الطفل أولاً للخروج من عالمه الخاص بالمنزل و العمل على إعطاء فكرة مسبقة عن احتكاكه بالعالم الخارجي و البيئة الجديدة كي لا يؤثر هذا الانتقال على نفسية الطفل، و يقوم بردود فعل قد تتطور إلى مشكلات نفسية أخطر كالانطواء و العزلة و التوحد و غيرها .
السيدة سناء أم لثلاثة أطفال قالت: في العطلة الصيفية أترك أطفالي يعيشون حياة عشوائية،ولا أضغط عليهم حتى بالدروس الخصوصية وقبل افتتاح المدرسة أجلس معهم لمدة أسبوع في المنزل لإعادة ترتيبات حياتهم وتهيئتهم لأجواء المدرسة والتركيز على الأدبيات
والمعلومات التي تترافق معهم في مراحلهم التعليمية، وأتمنى من كل معلم ومعلمة في بداية العام الدراسي التأني في الحكم على الطلاب حتى يعتادوا على الأجواء واكتشاف مكنوناتاتهم وميولهم.
هناك بعض الأهل يستخدمون المدرسةكأداة من أدوات التهديد لإخافة الطفل هذا ما لمسناه من الطفل يزن، حيث قال: لا أريد الذهاب إلى المدرسة لأن أهلي يهددوني دائماً بأن عصا المعلمة تنتظرني وبأن الروضة تختلف عن المدرسة، حيث لا توجد ألعاب، والمدرسة للدراسة والطالب الكسلان يعاقب.
معينة أحمد جرعة