الوحدة: 30- 8- 2022
يقال: أي شيء يزيد عن حدّه ينقلب إلى ضدّه، ووفقاً لمبدأ القياس أجد نفسي محباً كبيراً لفصل الصيف، كنتيجة حتمية لشدّة كرهي له!
أحبّ الصيف، وأنا الذي أكرهه, لأني وبكلّ بساطة لستُ مطالباً بدفع أي ليرة من أجل التغلّب على سوط حرّه وعلى حماقات رطوبته، على عكس الشتاء الذي أحبّه، والذي تكلفني محبّتي له ثمن المازوت إن توفّر مدعوماً أو حرّاً، أو ثمن الحطب بالعملة الصعبة!
على ذكر الحطب، فإنّ كثيرين يسرقون الأحراج، وجوانب الطرقات، ونتستّر عليهم، ويأتون ليبيعونا الحطب بنصف مليون ليرة للطن الواحد لأسوأ أنواع الحطب، ليتدرج السعر إلى قرابة المليون ليرة للبلوط والسنديان والزيتون وغيرها!
نذهب إلى مشافي الدولة، نضطر أحياناً لشراء نوع ما من الأدوية غير المتوفرة في المشفى، فنقيم الدنيا ولا نقعدها، أما في المشافي الخاصة فإنّ دفع الملايين يتمّ مع الشكر، مع إنها لا تمتلك أي ميزة من ميزات المشافي الخاصة إلا بأسعارها، ونتحدث دائماً عن سوء الخدمة في مشافي الدولة وقلّة النظافة وغير ذلك من الأمور التي اعتدنا أن نجلد أنفسنا بها!
أنا هنا لا أدافع عن الخطأ الموجود في القطاع العام، وإنما عن القطاع العام نفسه، والذي علينا جميعاً أن ندعمه، ونقوّم اعوجاجه، ومن لا يُلسَع بأسعار القطاع الخاص لا يعرف عن أي قيمة نتحدّث..
النظافة في مشافي الدولة مسؤوليتنا قبل أن تكون مسؤولية إدارة المشافي، أما النقص بالأدوية فهو تحدٍّ على الدولة أن تدخله، لأن الناس البسطاء والذي يقفون أمام خياري المشفى العام أو القبر هم أحقّ الناس بالدعم..
عافانا الله وعافاكم جميعاً، وعلقم القطاع العام أطيب ألف مرة من (عسل) الخاص!
غانم محمد