الوحدة 29-8-2022
القيم هي المحددات الاجتماعية التي تؤثر على سلوك الفرد وتوجه أعماله استناداً إلى المنظومة الأخلاقية السائدة وهي جزء من الثقافة الاجتماعية مرتبطة بالمثل العليا المادية والمعنوية التي تكون موضع طموح أبناء المجتمع وتقديرهم، وهي نوعان إيجابية، وسلبية متنوعة متسعة يصعب حصرها والسيطرة عليها.
الإنسان روح وجسد ينبض صدقاً ونبلاً وكرامة ومحبة، والثقافة الاجتماعية هي مجموعة المعايير والقيم والعلوم والفلسفة والأدب والفن، وكل مايكتبه الإنسان، وما يرتبط به كالهوية الوطنية والنظام السياسي والاقتصادي والعلاقات الإنسانية والأسرية والمهنية .
الأخلاق ليست قوانين مجردة، بل هي أسلوب في التعامل بين الأفراد، وهي قوة رافعة ودافعة للسلوك الانساني في التعامل وبث روح المحبة بين أفراد المجتمع والمعيار الذي تقاس به أعماله، والعلاقات الأخلاقية الطيبة لها وجهها الدافئ بين الناس، وتحمل روح المبادرة والالتقاء والانتماء والارتقاء الأخلاقي .
المتغيرات التكنولوجية المتسارعة من وسائل اتصال حديثة وانترنت وفضائيات والقيم الغربية على مدار الساعة أدت إلى خلخلة القيم سلباً وإيجاباً، وتكوين نظام جديد من المفاهيم والأفكار والقيم مختلفة عن الشكل التقليدي، وأودت بالعلاقات الرومانسية والإنسانية العميقة صارت منتهية الصلاحية، وانطمرت تحت وهم الإشباع الفوري وخزنت على الرفوف . علينا قرع ناقوس الخطر من الانهيارات القيمية والأخلاقية المفزعة والتصرفات المتمردة المناقضة للقيم والابتعاد عن القيم الاستهلاكية والأنماط السلوكية السيئة وغير السوية، والإحساس بالمسؤولية والتواصل اللائق مع المحيط ومراعاة شعور الآخرين ونشر القيم العقلانية واحترام الرأي الآخر والابتعاد عن التهديم الثقافي المعولم وعن التعصب والتقوقع واحترام الخصوصية الثقافية والحضارية للشعوب والمجتمعات. الناس يتحدثون عن القيم والأخلاق بمقدار غيابها عنهم، هناك تباين بين القول والفعل،حضور القيم والأخلاق في الكلام وغيابها في الفعل على أرض الواقع. حماية القيم تعني حماية المجتمع، بجب التركيز على دور التربية في نشر قيم الحق والجمال وتحويل المفهوم النظري المجرد إلى واقع سلوكي ملموس لتمتين أواصر المحبة والمبادئ الخيرة بين الناس.
نعمان إبراهيم حميشة