الوحدة: 28-8-2022
من الجميل حرص المركز الثقافي الإيراني باللاذقية على التواصل، وتمتين جسور الثقافة والمعرفة، ونشر تعريف بالحضارة الإيرانية ضمن حضور مواظب على حضور فعاليات المركز، و منها “جلسة إيران بعيون سورية” الغنية بالمشاركين، والتي استطاعت أن تتواشج مع خيال المتلقين بما قدمته من زاد تاريخي قيّم عن ” أصفهان، الأبنية التاريخية و الحرف اليدوية” .
في مادتنا الآتية نسلط الضوء على محاور ومعلومات الجلسة، والبداية مع الأستاذ “عليرضا فدوي” الملحق الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية الذي أشار إلى أهمية هذه الجلسات التي تهدف إلى التعريف بأهم المناطق في إيران، وما تشتهر به مِن مواقع سياحية، ومعالم أثرية، ومشاهد طبيعية ساحرة، بالإضافة إلى التعريف بالإنجازات العظيمة التي حققتها إيران في جميع المجالات العلمية، و الصناعية و الطبية والتكنولوجية و العمرانية وغيرها، ونوه الأستاذ فدوي إلى أن هذه الجلسات تتناول أيضاً الحديث عن عدد مِن المبدعين الإيرانيين مِن الفنانين والشعراء والأدباء و العلماء و المفكرين الذين كان لهم إسهامات جليلة في رفد الحضارة الإنسانية، و إغناء تراثها بإبداعاتهم ونتاجاتهم العظيمة.
و لفت الأستاذ فدوي في حديثه إلى اهتمام الإيرانيين الكبير بأعلامهم و مبدعيهم حيث إنهم يقومون بتكريمهم سنوياً ، مشيراً إلى أنه قد تمَّ في إيران تكريم أحد أعظم، وأكثر العلماء الإيرانيين شهرةً عبر العصور ألا و هو الفيلسوف والطبيب والعالم الشهير ابن سينا الذي تركت آثاره انطباعاً تأصّل في الساحة العلمية والفلسفية العالمية، وسُمِّيَ يوم ميلاده في إيران باليوم الوطني للطبيب تمجيداً للإنجازات والخدمات العظيمة التي قدَّمَها هذا العالم الفذ للعالَمِ بأسره، و قد أطلقَ عليه العلماءُ و المؤرخون الكثيرَ من الألقاب فلُقِّبَ بالشيخ الرئيس، والمعلمِ الثالث بعدَ أرسطو والفارابي، وغيرها من الألقاب، وقد أكد الأستاذ فدوي على أهمية الافتخار بأجدادِنا العظماء؛ من العلماء والمبدعين، وضرورة السير على دربهم لِنُحقِّقَ ما فيه خيرُ و ازدهارُ و سعادة البشرية جمعاء.
كما تحدث عن أيقونة المدن الإيرانية وأكثرها جمالاً و روعةً ألا و هي مدينة أصفهان التي تعد من أهم مناطقِ الجذبِ السياحي في إيران لما تحتويه من معالمَ حضاريةٍ و آثارٍ عريقةٍ، ويُزيِّـنُـها تراثٌ ثقافي و حضاري عمره آلاف السنين، و لفت إلى أن هذه الجلسة تسلط الضوء على هذه المدينة العريقة من حيث الأماكن الدينية و المواقع التاريخية و الصناعات اليدوية. ثم تحدث الدكتور “رامز الليوا” – مدرس اللغة الفارسية في المركز، و في جامعة البعث – مشدداً على أن ما تحتويه أصفهان من متاحف و آثار و معالم حضارية تضاهي أجمل الآثار المعروفة في شتى أنحاء العالم، و تحدَّث الدكتور عن عدد من أشهر المناطق في أصفهان مثل “منارة جنبان” أو “المنارة المتحركة” فشرح مواصفات و ميزات هذه المنارة من حيث البناء و المساحة و الارتفاع و الزخارف التي تزينها،و تاريخ إنشائها حيث بيَّن أنها بنيت عام 716 هـ. مشيراً إلى مكانتها الكبيرة لدى أبناء أصفهان و مبيناً أن أهم ما يميزها هو أنه إذا تم تحريك إحدى المنارتين الموجودتين في هذا المبنى، فإن المنارة الثانية تتحرك، و تهتز بسبب التصميم الفريد لهاتين المنارتين، ثم انتقل الدكتور الليوا للحديث عن “قصر الأربعين عموداً، مبيناً سبب تسميته بهذا الاسم حيث إنه يتكون من عشرين عموداً.
أما العشرون عموداً الأخرى، فهي انعكاس هذه الأعمدة على سطح البحيرة الممتدة أمام القصر، ثم تحدث عن تاريخ بناء هذا القصر موضحاً أنه قد أنشئ بهدف استقبال كبار ضيوف الدولة عندما كانت أصفهان عاصمة للدولة الصفوية، و ختم الدكتور الليوا كلمته بالحديث عن “الحمام البهائي” من النواحي التاريخية و الإنشائية و الزخرفية التي تبهر كل من يزور هذا المعلم الحضاري البارز.
أما المدرّسة “رنا جوني” فعرّفت أصفهان بأنها مدينة العجائب، مدينة الألفي موقع أثري، و بوصف اليونيسكو هي تراث البشرية، و هي عاصمة الصناعات اليدوية خاصة الحفر على النحاس، و تطعيمه بالمينا و الخاتم و أيضاً فن المنبت الحفر على الخشب. فالفن الذي يقدمه الحرفيون الأصفهانيون يحظى بهويته الخاصة المتجذرة في التاريخ.
وفي الموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو تم إدراج اصفهان/٢٠١٥م/ ضمن قائمة المدن المبدعة في العالم،و لقبت بالمدينة العالمية للصناعات اليدوية و الحرف التقليدية حسب المجلس العالمي للصناعات اليدوية. لما تضمنته من تنوع وجودة وإبداع. تشتهر أيضاً بفن التذهيب، فن الرسم بالكي على الجلود،و فن المينا، وهو فن تحويل غراء الزجاج لعمل فني مبهر بإضافته إلى السيراميك أو المعادن أو الفخار،فن خاتم،القيشاني ذو الألوان السبعة،الحياكة/قماش أو سجاد/،فن القلمكار( الطباعة على الأقمشة)،الزاري و هو عبارة عن خيط مصنوع يدوياً من الذهب أو الفضة المستخدم في الأقمشة و الملابس،كاش كارى و هو أحد الرموز المهمة و العناصر الزخرفية في العمارة الإيرانية.
و شاركت د.”إيلاف حلاق” بمداخلة عن حديقة الطيور بأصفهان التي تعد من أشهر حدائق الطيور بالعالم،حيث لا تستضيف الزائرين فقط ،بل هي مركز أبحاث علمية و بيئية.مساحتها/٥٥٠٠٠م٢/، والأرض الحاوية على أقفاص الطيور/١٧٠٠٠م٢/ وفيها /١٣٠/نوعاً من الطيور و أكثر من/٤٠٠٠/طائر.
وقد تم الأخذ بعين الإعتبار البيئة التي حضر منها كل طائر، و تمت صناعة بيئة مشابهة لها كالبرك و الصخور و الأقفاص الحديدية و الزجاجية و الغابات. و تضم الحديقة عدة وحدات منها : وحدة التكاثر -التغذية – الصحية – الحجر الصحي- التحنيط. وتتم في هذه الوحدات أبحاث علمية، وتضم الحديقة أيضاً جوانب سياحية و ترفيهية .
و تحدثت د. “ميرفت سلمان” عن المعالم الدينية بأصفهان منها:مسجد الشيخ لطف الله وفيه ميزة ياشنة في العمارة الفارسية، كنيسة وانكل و في متحفها شعرة لفتاة/١٨سنة/ نقش عليها جملة من التوراة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
وكان ختام الجلسة بمشاركات عن الأزياء و المأكولات التي تشتهر بها أصفهان. الجلسة برمتها كانت منوّعة قدمت الفائدة المعرفية و المتعة بالعروض الموثقة للمشاركات عبر السلايدات.
كما كرّم مدير المركز كل من د. إيلاف وإباء حلاق لنيلها المركز الأول على مستوى سورية و غرب آسيا.
رفيدة يونس أحمد