الوحدة : 18-8-2022
نعم لاتستعجل قارئي العزيز .. تريث .. رويدك .. أستميحك عذراً بأن تقرأ العنوان جيداً، فالمطلوب ليس تفسير رؤية الخبز في المنام أو فك رموزه الطلسمية. وإنما الأمر أن – البارحة – حدثتني نفسي، ومعها معدتي أن أنام بلا عشاء أو طعام.
ليس على مبدأ الريجيم، الخفة، الراحة، التوفير أو الاقتصاد في الخبز.
قلت: طالما إني اليوم عدت بخفي حنين حين باكرت العصافير، وعمال التنظيفات ومحتسي القهوة الصباحية على قارعات الطرق والساحات، وذهبت لجلب حصتي اليومية من الخبز بفعل البطاقة الذكية.
فالفرن معطل، وأكثر ما تتعطل الأفران، ولكن والحق يقال: لانترك نحن المواطنين، دون قوتنا اليومي إذ يستجرالخبز من الفرن الآلي، وليتهم لا يستجرونه المهم أذهب، عساني ألقاه، ورغبة في أن أنال وجبة حلم في المنام. أغمضت عيني، لم أشعر بالأرق ليلتها كما كل يوم.
إذ اسبلت جفني للنوم وغرقت في نومي قرير العينين هانيهما..لا أعرف متى استيقظت افتراضياً، وصرت على كوة المخبز يستقبلني الفران وكل العاملين بالابتسامة والبشاشة ويسبقني بكلمة
” أمور” لا يأمر عليك ظالم.
صباح الخير. وحصتك من مادة الخبز جاهزة، طاولة مزينة بنعمة الله العظمى، فركت عيني. بسملت، حمدت الله وعظمته على نعم النوم ويقظة الحياة بعد الممات نوماُ.. لفت انتباهي أكياس النايلون الأبيض الشفاف والنظيفة، وقد ضمت الأرغفة المشتهاة.. ربطة ومثنى وثلاث ورباع….طبعاً عدد الأرغفة الموحدة السطح والمساحة والقطر ونصف القطر والدائرة والاستدارة في أبهى شكلها وليس التنوع واختلاف المساحة والحجم، ضمن الأكياس بناء على الوزن التمويني للرابطة والربطتين.
وهكذا كان الكيس أنيقاً يشف عن خبز شبع ناراً، نضجاً دون احتراق” وخميرة طازجة صارت معها الأرغفة أزكى وأشهى ولم تنبعث منها رائحة الحموضة أو العفونة ..سكراً وحليباً.. على الأكياس الناعمة.. كتب مايلي.. أخي المواطن المحترم.. نقدم لك ومن خير الله ثم الوطن نعمته التي ينعمها عليك.. نوع الخبز أبيض، سعر الكيلو الغرام حسب تسعيرة التموين. وزنها النظامي كذا عدد الأرغفة كذا إنتاج الفرن الآلي، أو فرن كذا تاريخ الإنتاج يوم كذا ..تاريخ انتهاء الصلاحية.. كذا.. سعر الكيلو غرام أو الربطة، سبعة أرغفة مئتا ليرة سورية فقط.. ملاحظة غايتنا إرضاؤكم اخي المواطن.. لا تبخل علينا بملاحظتك جهراً وعلانية تموينياً وإعلامياً.. وختاماً.. صحتان.. وما كدت أقرأ الكلمة الأخيرة… حتى أيقظني من حلمي منبه هاتفي للاستيقاظ وإحضار حصتي من المخبز الذي وطنت فيه و الذي تحول إلى كوة للفرن الآلي على كثرة ملاحظاتنا على نوعية إنتاجه ..غير المرضية….!!!!
خالد عارف حاج عثمان