الوحدة: 14-8-2022
هي الشكل الأجمل الذي يضيف نكهة خاصّة على السياحة الساحلية والجبلية، وعند الفرنلق يكتمل الجمال الحقيقي، لطبيعة متعطّشة لمحبيها بعد غياب وتعتيم قسري حصل على تلك البقعة الخلابة من روح الطبيعة السياحية في شمال اللاذقية، فقد اكتمل العقد والخارطة السياحية لأجمل بقاع الأرض تقريباً بانتظار عودة المفقود من روابي سلمى الثكلى والمناطق المتاخمة لها، فهي مشروع سياحي واسع يغطّي جزءاً مهماً من جمال هذا الريف.
تقع غابات الفرنلق في ناحية ربيعة التابعة لمحافظة اللاذقية على مساحة ١٥٠٠ هكتار، وأقيمت بهدف حماية النظام البيئي الحراجي المتنوّع الكبير الموجود ضمن غطائها النباتي. ومحمية الفرنلق هي محمية طبيعية، تُعد أكبر مناطق الباير التي تغطيها الغابات في البلاد، تضم قرى كثيرة يفوح منها عبق ما أبدع الخالق، ومنها ريحانة والروضة والكبير وغيرها، وتُعد محمية طبيعية تحتوي على أكثر من ٢٠٠ نوع من النباتات والحيوانات المختلفة، والفرنلق من أغنى الغابات بالتنوّع النباتي الحراجي.
وقد لحق بهذه المحمية وحدة تصنيع بللوران التابعة لمديرية زراعة اللاذقية، هي عبارة عن عدة مصانع من الحجم الصغير تقوم بتصنيع المنتجات الطبية الطبيعية، حيث أن هناك مواد كثيرة تُنتج أغلبها ضمن وحدات التصنيع والبعض الآخر منزلي، إضافة إلى منتجات النحل، كما تضم الوحدة قسم الألبان والأجبان، حيث يتم استقبال الحليب من مزارع أبقار القرى المجاورة بأسعار تشجيعية، وبالسرعة الكلية يتم فحصه للتأكد من صلاحيته قبل استخدامه في عملية التصنيع التي تضم تصنيع الألبان والأجبان، وخط لإنتاج دبس البندورة، ووحدة أخرى لتصنيع الزهورات وزعتر المائدة.
كما تضم الوحدة قسم لإنتاج المربيات والعصائر ودبس الفليفلة ودبس الرمان والخرنوب، وقسم لتصنيع صابون الغار وأنواع أخرى من المنظفات والشامبو التي تستخدم النباتات الطبية والعطرية في إنتاجها، حيث يتم شراء هذه النباتات البرية من أهالي القرى المجاورة، بالإضافة إلى وحدة لتقطير النباتات العطرية، كما تم إنشاء حديقة مصغّرة للنباتات الطبية والعطرية بحديقة المركز غايتها علمية بحتة، بالإضافة لإنتاج البذور لتقديمها للمزارعين والمهتمين.
أما بالنسبة للأسواق والتسوّق فإن الوحدة تمتلك نافذتي بيع الأولى (الكشك البيئي) في حديقة مديرية الزراعة جانب المطعم البيئي الذي يقدّم أشهى المأكولات والفطائر سريعة التحضير، ونافذة بيع (كشك المحمية) جانب وحدات التصنيع في بللوران، بالإضافة إلى صالات السورية للتجارة. الجدير بالذكر أن محمية الفرنلق تضم عدداً كبيراُ من العمال ضمن صالات البيع والمطعم البيئي في المدينة، كما يتم تشغيل أيدٍ عاملة من القرى المجاورة على خطوط الإنتاج ..
هذه هي محمية الفرنلق بطبيعتها الفتية البكر ومنتجاتها الشعبية المحبّبة، نأمل جداً أن تعود لتستقبل زوّارها، فهي إحدى المعالم السياحية التي كنّا ولا زلنا نتغنّى بأمجادها وعبقها الآثر، ومن خلالها يكتمل العقد السياحي على كامل الجغرافية السياحية.
سليمان حسين