الوحدة: 19- 7- 2022
تتابع مديرية زراعة طرطوس عمليات مكافحة ذبابة الزيتون على اعتبارها الآفة الأسوأ لضمان موسم سليم هذا العام، وذلك بعد شح المحصول المعاوم في العامين الماضيين، حيث بين م.محمد عبداللطيف رئيس دائرة الأشجار المثمرة وشعبة الزيتون في طرطوس أن التقديرات الأولية لموسم الزيتون بالمحافظة بلغت نحو ١٥٦٥٢٧ طناً، وهي كمية وفيرة وجيدة جداً، بالعودة لتقديرات الأعوام السابقة ( ٥١.٤٥٨ ألف طن بعام ٢٠٢١ ، و٩٢ ألف طن بعام ٢٠٢٠ ، ١٠٣ آلاف طن بعام ٢٠١٩ ، ٦٣ ألف طن بعام ٢٠١٨، ١٦٣ ألف طن لعام ٢٠١٧)، مضيفاً أن المساحة المزروعة بالزيتون في طرطوس وصلت ل ٧٥١٩٠ هكتاراً، فيها ١١ مليون شجرة زيتون منها ١٠ ملايين شجرة مثمرة.
وحول مصطلح المعاومة شرح رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة طرطوس المهندس حسن حمادة بأن من صفات شجرة الزيتون حالة المعاومة، حيث تتناوب الأشجار بإعطاء براعم زهرية في سنة الموسم الوفير، وفي العام الذي يليه تميل هذه الأشجار لإعطاء براعم خضرية مهمتها إعطاء نموات جديدة، تحمل البراعم الثمرية للموسم التالي، مبيناً أن عوامل عديدة تؤثر في شدة المعاومة منها الصنف المزروع، والخدمات الزراعية المقدمة للأشجار من تقليم وتسميد سنوي متوازن، والري التكميلي خلال الصيف، إضافة للحراثة وإزالة الأعشاب الضارة، مضيفاً أنه تم مكافحة مساحة٢٥٠ هكتاراً تقريباً منذ بداية الموسم، ومتابعة لموضوع الوقاية أشار م. محمد عبد اللطيف أنه تم توجيه المزارعين لضرورة مراقبة ومكافحة ذبابة ثمار الزيتون التي تعدّ من أخطر الآفات، مع حثهم على استخدام المصائد الغذائية والفرمونية الجاذبة حيث تقدم المواد مجاناً للمزارعين (التي تحتوي بيوفوسفات الأمونيوم ) في حقولهم بمعدل ٣ – ٥ مصائد في الدونم من الجهة الجنوبية الشرقية، وعلى ارتفاع ١.٥م، واستبدال المحلول كل أسبوع إلى عشرة أيام، والتخلص منه بحفر جورة وطمرها بشكل جيد، واستخدام الطعوم السامة الجاذبة على أكوام القش التي توزع بين أشجار الزيتون بمعدل كومة قش بين كل أربع أشجار في الحقل، وكومة قش بين كل شجرتين على التخوم مع الجوار، ورش هذه الأكوام بمحلول هيدروليزات البروتين المضاف له مبيد سام هو الدايمثوات كل ١٠ – ١٢ يوماً على الأكوام نفسها حتى تمام جني المحصول ..
لافتاً لضرورة زيادة عدد الطعوم الجاذبة السامة في البساتين بحالة زيادة معدلات جذب الذبابة في المصائد المعلقة (في حال زادت عن ٣٤ حشرة في المصيدة)، وصولاً إلى الرش الجزئي أو الكامل للأشجار حسب شدة الإصابة، فيما توقع عبداللطيف أن يسهم ارتفاع درجة الحرارة في الفترة المقبلة بالقضاء على ذبابة الزيتون التي تموت بحرارة ٣٨ درجة مئوية، وعن إجراءات الزراعة للتحول للأصناف المقاومة من الزيتون لفت م. محمد عبداللطيف أنه تم التوجه لاستبدال الصنف المعاوم الدعيبلي الأكثر انتشاراً في المحافظة بأصناف أخرى مقاومة لأمراض البيئة الساحلية، حيث قامت المديرية بإنتاج بستان أمهات الزيتون لصنفي السكري والعيروني في مركز زراعي الثورة في عام ٢٠١٥، وقام فريق فني متخصص بتطعيم ٣٥٠ شجرة زيتون صنف السكري ، و١٠٠ شجرة من صنف العيروني، بغية تأمين أقلام التطعيم لإعطائها مجاناً للمزارعين خلال ثلاث سنوات حينذاك لتصبح مصدر تأمين العُقل للبيت الزجاجي، كما تم في عام ٢٠١٧ زراعة حقل أمهات الزيتون في البيت الزجاجي (مركز إكثار الزيتون بالعقل الغضة)، وتم أخذ العقل منها في عام 2020، مع توزيع المطاعيم على المزارعين الراغبين بالتطعيم، وقامت الزراعة بتوزيع أقلام العيروني المقاوم لأمراض البيئة الساحلية وغير المعاوم منذ عام 2017 والخطة مستمرة لعشر سنوات قادمة.
وبخصوص الزيتون القزمي أشار عبد اللطيف أن الزراعة كانت قد منعت زراعته لأنه غير مناسب لبيئنا، ويتأكسد زيته خلال ٦ أشهر من عصره .. فيما نذكر أخيراً بأن سورية الكبرى تعد الموطن الأصلي لشجرة الزيتون المباركة ، وقد كان للفينيقيين الفضل بزراعتها ونقلها إلى مصر، فيما كانت سورية تتصدر المرتبة الخامسة بزراعة الزيتون على مستوى العالم، وطرطوس تحظى المركز الرابع بزراعته على مستوى القطر، بوقت وصل فيه حالياً سعر بيدون الزيت (٢٣٠ – ٢٥٠) ألف ل.س ، وآلاف المواطنين ينتظرون الموسم القادم لشراء الزيت بسعر متاح أكثر بالنظر لتوفر المادة وتوقعات الموسم الجيدة حالياً.
رنا الحمدان