الوحدة 12-7-2022
لماذا يشعر أهل الساحل بالحرارة أكبر من الواقع بمعدل خمس إلى ست درجات صيفاً ؟حول هذا السؤال يوضح الدكتور رياض قره فلاح ،أستاذ علم المناخ
قسم الجغرافية في جامعة تشرين أن هذه التفصيلة مردها اقتران ارتفاع درجة الحرارة مع الرطوبة العالية الأمر الذي يولد شعوراً متزايداً بارتفاع درجة الحرارة،ويضيف الدكتور قرة فلاح متحدثاً حول الوضع العام للمناخ في سورية خلال هذا الصيف:
يسيطر على سورية من نهاية أيار وحتى نهاية تشرين الأول المنخفض الهندي الموسمي برياحه الجنوبية الغربية على الساحل والغربية على معظم المناطق الأخرى، تكون شديدة الرطوبة في الساحل بسبب عبورها البحر، كما يتمدد بنفس الفترة الضغط المرتفع المداري في طبقات الجو العليا الأعلى من 1000 حتى 5000 متر، وكذلك يشتد المرتفع الآزوري فوق المحيط الأطلسي، مما يجعل الجو خانقاً لتراكب ضغطين حارين، المنخفض الموسمي الهندي في الأسفل والمرتفع شبه المداري في الأعلى، وهذا يخلق في بعض الفترات موجات حر تكون شديدة حيث تقارب الحرارة 50 درجة في المناطق الشرقية والجزيرة.
لن تكون المشكلة بدرجة الحرارة المرتفعة في الساحل بل في اقترانها بالرطوبة، مما يجعل الشعور بها أكبر من الواقع، مثلاً تكون 30درجة ونشعر بها 36 درجة حسب مستوى الرطوبة، أما في المناطق الداخلية،فالشعور بالحرارة يطابق الواقع.
وفي الصيف تسجل أعلى درجات حرارة في شهر تموز في المناطق الداخلية الواقعة غرب شرق طول 38 وأعلى حرارة تسجل في شهر آب في المناطق الساحلية وهي تقع غرب خط الطول 38.
ويضيف :الرياح صيفاً نادراً ما تكون شديدة أو عاصفية بل طبيعية ولا تشتد سرعتها إلا على الجبال بحكم انخفاض الضغط والانحدار. أما الأمطار فهي ممكنة خصوصاً في شهر آب يسبب ترطب الكتلة الهوائية القادمة مع المنخفض الموسمي الهندي مما يسبب هطولات في المناطق الساحلية أحياناً تكون غزيرة، وهي ليست أمطار منخفضات جبهية لأنها تكون منعدمة خلال الصيف حيث يسد طريقها المرتفع المداري ويحولها إلى أوروبا، وعموماً المنخفضات تكون ضعيفة صيفاً في نصف الكرة الشمالي.
ويختم حديثه بالإشارة إلى أن هذا الوضع عام صيفاً ويبدأ بالتغير بداية الخريف،ومع تزايد طول الليل، ولفت إلى عدم احتمالية حدوث شذوذات كبيرة كالإعصار الذي حدث في اللاذقية لأن هذا الشذوذ ليس من طبيعة مناخنا ولا يجب أن يتكرر.
هلال لالا