الوحدة:3-7-2022
مع ارتفاع درجات الحرارة تتجه الأنظار إلى البحر والسباحة، ولا يكاد يمر صيف إلا وتفقد اللاذقية عدداً من المصطافين أو السباحين. ففي الصيف الماضي وحده شهدت محافظة اللاذقية 6 حالات غرق لأشخاص بمراحل عمرية مختلفة، بينهما طفلان، والسبب تشكل التيارات البحرية الساحبة، التي تعد أحد أخطر الظواهر الطبيعية التي يمكن أن تواجه السباح في البحر، والتي يمكن أن تتسبب في غرق السبّاحين العاديين والخبراء على السواء. التيار الساحب يمكن أن يحصل في أي مكان على طول الشاطئ إن وقفت في الماء حتى خصرك، أو إلى صدرك، فمن الممكن أن يحاصرك التيار الساحب، ويسحبك إلى البحر. يُعرّف الدكتور أديب سعد، المختص بعلوم البحار البيولوجية، ورئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية، إن التيار الساحب عبارة عن أمواج راجعة باتجاه البحر، وتتشكّل نتيجة اصطدام المد مع الجزر في المناطق الضيقة التي توجد فيها حواجز صخرية حيث ترتطم الأمواج بالصخور وتشكّل تيارات ساحبة. وتزداد سرعة التيارات الساحبة حسب حركة الرياح وشدتها، وتبدأ من عمق متر، وتتراوح مدة تشكّلها في البحر ما بين 4 – 5 دقائق. و في حال تعرض من يسبح للتيار الساحب، أوضح الدكتور سعد : أنه يتوجب عليه البقاء هادئاً لأن التيار لن يدفعه للأسفل وإنما سيسحبه باتجاه البحر، وعليه السباحة بموازاة الشاطئ للخروج من مكان التيار، ومن ثم السباحة باتجاه الشاطئ وستساعده في ذلك الأمواج العادية في دفعه نحو البر. وحذّر الدكتور سعد من يسحبه التيار من الهلع ومحاولة السباحة بعكس التيار وصولاً للشاطئ، لأنه سيفقد قواه بمقاومة التيار وسيتعرض للغرق، وتابع: إذا لم يسبح بموازاة الشاطئ، فما عليه إلا أن يأخذ نفساً عميقاً، ويغطس تحت المياه ويخرج من منطقة التيار ليكون بأمان. ونوه أن التيارات الساحبة ظاهرة طبيعية تتشكّل في جميع أوقات السنة نتيجة حركة الأمواج والرياح والمد والجزر، مستدركاً: لكن العامة لا يشعرون بتشكل التيارات خلال بقية فصول السنة لأنهم لا يتوجهون للسباحة سوى في فصل الصيف.
هلال لالا