سوقُ المهن اليدوية .. بعد عامٍ على الاقلاع
الوحدة: 25-6-2022
عامٌ مضى على افتتاح سوق المهن اليدوية، الواقع بجانب حديقة الطلائع، في النفق الممتد من شرق إلى غرب شارع الكورنيش البحري بطرطوس.
في زيارةٍ للسوق، بفترة ما بعد الظهر، كانت بعضُ محلاتِ السوق مغلقة، وبعضُها الآخر، ربما كان ينتظر زبوناً أو ضيفاً يمر، حيث أنّ موقعَ السوق يجعله قليلَ الزوار، إلا لمن قصده عن سابق إصرار وتصميم.
ورغم وجود لوحةٍ كبيرة، مكتوبة على جدار مجاور، إلا أن القاصدين قلةٌ، حسب ما رأينا، وما سمعنا من أصحابِ المحلات، وهم أصحابُ المهن اليدوية، والأشغال التراثية والفنية الفريدة والجميلة، الغنية بتنوّع لمساتِ الإبداع فيها.
في السوق وجدنا مجموعاتٍ من الأطفال.
مجموعة تتحلق حول طاولة كبيرة، ومجموعة أخرى بجوارها، يرسمون ويبدعون أشغالاً يدوية فنية ملفتة، وينحتون !! المدربة روجيه إبراهيم التي تشرف على مجموعةٍ من هؤلاء الأطفال، أشارت إلى أن أطفال مجموعتها يصنعون لوحاتٍ من الفسيفساء، من ورق “الأيفا” وهي تعمل، كمدربة في المركز الثقافي، وهناك تعاون مابين منظمة اليونيسف ووزارة الثقافة، حيث يتم تقديم المواد التي نحتاجها لتنفيذ هذه الاعمال الفنية..
وأضافت: يخضع لدورات تدريبية مجانية كلُ من يرغب من الأطفال في المركز، وكذلك في السوق المهني .. وتحدثت عن التحضيرات الجارية لإقامة معرض لنتاجاتهم نهاية فصل الصيف.
وعن عدد الأطفال في السوق المهني، أشارت إلى أنه وصل إلى خمسين طفلاً، وقد تمّ توزيعُهم إلى مجموعات، وهي تُقدّم لهم دروساً يومية، لمدة ساعة واحدة للدرس في الفسيفساء، وأنها تعمل على تنويع الافكار والأعمال الفنية، للوصول إلى نتاجٍ جميلٍ منوّع.
*النحات محمد أحمد البونياحي تحدّث عن السوق – القبو – البعيد عن الحركة السياحية، رغم قربِه من البحر والكورنيش البحري، الذي يزوره الكثيرُ من المتنزهين.
لكنه بعيد عن العين، مؤكداً أن سوقَ المهن اليدوية يحتاج لسياحة داخلية، وخارجية، وأنّ الحركة اليوم فيه ضعيفة.
وقال: ” نحن نحتاج لبال طويل، وللصبر، فأيّ عمل يحتاج لوقت للإقلاع، وهذا أمرٌ طبيعي.
عن الأطفال والدورات الفنية التي يقيمونها لهم في السوق قال: أشرِفُ على مجموعة من الأطفال الذين يخضعون لدورة نحت، والهدف من ذلك تنشيط الحركة الفنية لفن النحت، وبأجور رمزية، شبه مجانية.
*الحرفي فراس شلدح، الذي حدّثنا، وهو يعمل بهمة على تنفيذ مقاعد خشبية مميزة، بل رائعة الجمال: تحدّث عن الصبر في عملهم هذا، وأهميته لإبداع ما ينجزونه من أعمال حرفية فنية بإتقان , ودقة، وفن .
مؤكداً على أنّ من يعمل في هذه المهن يحتاج للصبر ويتعلمه، بل يتقنه ويرضى به، وهو، إضافة لعمله هذا، ينجز أعمالَ الديكورات للجدران، من الموزاييك النافر – من القطع الخشبية التي تمد على جدران كاملة، حيث يشكل المتر المربع منه ألفَ قطعة ،بطول 5سم، وعرض 2 سم، وسماكة 1 سم.
سعاد سليمان