الوحدة 18-6-2022
يشكو المواطن تقنين الكهرباء والماء، ويعمد هو ” بالإكراه ” إلى التقنين على نفسه، وقد بدأ فعلياً بتقنين مشترياته لا سيما اللحوم بمختلف ألوانها البيضاء والحمراء والأسماك ومعظم أنواع الفواكه والألبان والأجبان، وقد وصل التقنين إلى فنجان القهوة. خلال مجموعة لقاءات، سمعنا العديد من قصص التقنين الذاتية، البداية مع السيدة سهام أسعد التي أكدت أن البطيخ الأحمر منذ عدة سنوات لم تجرؤ على شرائه بسبب ارتفاع سعره وكبر حجم البطيخة وبالتالي عدم قدرتها مع زوحها على إنهائها في يوم واحد وعدم توفر الكهرباء للحفاظ عليها في البراد لليوم الثاني،وأضافت أن الجبنة واللبنة هي الأخرى بدأت تدخل قائمة المواد المستبعدة للأسباب ذاتها. أبو سمير رب أسرة، مكونة من خمسة أشخاص، أكد أن الفاكهة لم تدخل قائمة مشترياته منذ ثلاث سنوات ليس بسبب غياب الكهرباء، إذ لا حاجة له بالبراد فأطفاله يتكفلون بالقضاء كل ما يأتي ولكنه ضيق الحال وارتفاع الأسعار، حيث أن كيلو غرام واحد من أي نوع من الفاكهة لا يقل سعره عن أربعة أو خمسة آلاف ليرة سورية، غامزاً أن كيلو واحد لا يكفي عائلته، سيدة أخرى همست لنا بخجل أنها بدأت التوجه إلى شراء المنظفات المصنعة يدوياً أو منزلياً والتي لا تحمل مواصفة أو اسم تجاري والسبب انخفاض سعرها قياساً بالأنواع الأخرى. مدير إحدى مدارس الحلقة الثانية أوضح أنه يشعر بالخجل أمام زملائه المدرسين بعد أن توقف عن تقديم القهوة والشاي في الاستراحة والسبب أنه لو استمر على عادته القديمة في الضيافة فإنه يحتاج إلى ما يعادل نصف راتبه لشراء القهوة والشاي والسكر والغاز وباقي المستلزمات. لينا طالبة جامعية أكدت أنها مهما اضطرت وتأخرت لا تفكر باستخدام سيارة الأجرة بعد أن وصلت أجرة السيارة إلى حوالي خمسة آلاف ليرة ، حيث أن ما تحمله من مصروف لا يكفي، وتضيف أكثر من مرة راودتني نفسي لشراء المثلجات أو قطعة حلوى وسرعان ما ألغيت الفكرة بحثاً عن أشياء أكثر إلحاحاً أو أقل سعراً. ولعل أغرب ما سمعته كان تقنين العلاج والتحاليل الطبية فقد أكدت إحدى السيدات أن أسنانها بحاجة إلى معالجة ضرورية ولكنها تؤجل الأمر منذ سنتين بسبب ارتفاع تكاليف العلاج وضيق الحال.
هلال لالا