في تجربته الخاصّة والمتواضعة.. بيشاني: النّحل.. عالمٌ مفعمٌ بالحياة أكتشف أسراره بشغفٍ كبيرٍ

الوحدة : 16-6-2022


 لا يختلف اثنان على أنّ النّحل هو أحد أهم الكائنات الموجودة على كوكب الأرض وذلك حسب المعطيات والدراسات العلمية، فهو مسؤول عن حوالي سبعين بالمئة من الزراعة، وإذا اختفى النحل فسيكون أمام البشرية أربع سنوات للبقاء على قيد الحياة.. وانطلاقاً من أهمية النّحل وعسله سواء غذائياً أو طبياً أو مادياً أو…، نجد اتجاه كثيرين في الوقت الراهن إلى الاهتمام بتربية النحل، وإقامة مناحل خاصة بهم، ومنهم الشابّ محمد بيشاني، الطالب في كلية الهندسة الزراعية، والذي أصبحت له تجربته الخاصة والمتواضعة في تربية النحل، حدّثنا عنها في السطور الآتية، قائلاً : لديّ شغفٌ في تربية النحل منذ الصّغر، ويعود السبب إلى مرافقتي لوالدي في رحلته شبه اليومية إلى منحله الخاص، واطلاعي على طرائق تربيته وتغذيته والعناية به، ما أكسبني بعض الخبرة التي أغنيتها بالمتابعة العلمية وصقَلتها بالممارسة العملية من خلال مساعدة والدي الذي شجّعني كثيراً وقدّم لي الدعم المعنوي والمادي ليكون لي مشروعي الخاصّ في تربية النحل (مملكة العسل الطبيعي) وإنتاج العسل بمختلف أنواعه.

وعن طرائقه في التعامل مع عالم النحل قال: أكتسب الخبرة والمعرفة من المحيطين بي وأطبّقها في حياتي العملية لزيادة مهاراتي، وأحاول دائماً توسيع معارفي ومداركي العلمية والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم تربية النحل، ولا شكّ أنّ دراستي للهندسة الزراعية تجعلني قريباً كثيراً من البحث في عالم النبات وكذلك الحيوان، وتقدّم لي ما أحتاجه من المعارف الأكاديمية لتطبيقها في يومياتي الحياتية، وإفادتي ومَن حولي ممّا أكتسبه علمياً وفكرياً ونظرياً، فما فائدة الدراسة النظرية إنْ لم نقرنها بالتطبيق العملي؟.

وفيما يخصّ أسرار عالم النّحل الواسع وخفاياه وأهم الصعوبات التي تواجهه حدّثنا عنها قائلاً: إنه عالمٌ مفعمٌ بالحياة، أكتشف أسراره بشغفٍ.. تحكمه القوانين والأنظمة.. كلّ ما فيه منظّم ودقيق، الملكة تعرف مهامّها جيداً، وكذلك حال العاملات والذكور، لا أخطاء ولا تكاسل… أحرص على المتابعة اليومية لأدقّ تفاصيل الخلايا، وتأمين احتياجاتها ومستلزماتها وأدوات عملها، وحمايتها من مختلف العوامل المناخية كالعواصف والتفاوت الحراري سواء في الحرّ أو البرد، وتعدّ هذه من أكثر الصعوبات التي تواجهنا أثناء عملنا، إضافة إلى مداواتها في المرض، وتقويتها في حال الضعف والوهن، كيلا تفنى الخلية وتموت، وهذا كلّه يتطلّب مواظبةً ومتابعة حثيثة دون كلل أو ملل وفي المواسم كافة، كذلك موضوع النظافة والتعقيم أساسيان لأجل بقاء الخلايا وعدم هلاكها… إضافةً إلى أننا نقوم بنقلها من مكان إلى آخر لجني مختلف الأنواع حسب توزع المواسم في المناطق كافة، من السّهل إلى الجبل، ومن اليانسون إلى حبّة البركة والشوكيات والحمضيات وغيرها كثير…

حبّي لهذا الكائن وشغفي الكبير لتربيته يدفعانني إلى العمل بتفانٍ وإخلاص.

أما تكاليف ومستلزمات عناية وتربية النحل فأكد بيشاني أنه مكلف نوعاً ما لكنّ المردود جيد نسبياً، لاسيّما أنّ الاتجاه الشعبي اليوم إلى الاستعانة بكل مفردات الطبيعة ومفرزاتها، وخاصة العسل، لما يحتويه من فوائد طبية وغذائية عالية ومتفرّدة، فهو أحد أهم داعمي مناعة الجسم الطبيعية ورافعيها، ويدخل في صناعة كثير من المستحضرات الطبية والتجميلية، وقيمته الغذائية عالية أيضاً بما يحويه من معادن وفيتامينات، ويفيد في معالجة مختلف الأمراض إن لم نقُل كلّها، عدا عن مذاقه الحلو والطيّب.

وعن تسويق منتجاته تابع بيشاني قائلاً: أنشأت صفحةً خاصة بعملي على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أعرض فيها صوراً ومنشورات تقدم الفائدة والمعلومة، وكل ما له علاقة بعالم النحل وعسله ومواصفاته، وأصيغها بقالبٍ محبّب للمتابع، أرفقها بصور تجذبه وتشدّه إلى قراءة ما أنشر، وترسم ضحكةً على وجهه مستمتعاً بما يقرأ ويشاهد.

وفي الختام تمنّى النجاح والانتشار لمشروعه الجديد، ودعا الشباب إلى الاعتماد على أنفسهم والبدء بمشروعات خاصة بهم مهما كانت متواضعة وتطويرها وتوسيعها لاحقاً، فالشجرة المثمرة تبدأ ببذرة صغيرة، ولابد من المحاولة والأمل حتى تمام النجاح.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار