تلال من الصعوبات ما لم تُستدرك غاباتنا في خطر الحرائق

الوحدة: 7- 6- 2022

للغطاء النباتي في محافظة اللاذقية مواصفات خمس، خلصت مديرية الحراج في زراعة اللاذقية إلى تصنيفها كالكثافة الحراجية العالية والوضع الطبوغرافي الصعب والتداخل مع الأراضي الزراعية والكثافة السكانية المتزايدة والمناخ المتوسطي شبه الجاف.

عوامل تتكاتف مع بعضها لتزيد من فرص التعرض للحرائق وتعقد مهمة رجال الإطفاء وتصعّبها في الوصول إلى المواقع الحراجية والتعامل مع الحرائق، إذ تتميز معظم غاباتنا الصنوبرية بأنها وقود طبيعي، لتشابك تيجانها مع بعضها، ووجود طبقة سفلى من الشجيرات والأعشاب الكثيفة التي تزيد من سرعة انتشار النار، ومن هنا تبرز أهمية أعمال التربية والتنمية في التقليل من الكثافة النباتية، وخطة مديرية زراعة اللاذقية المقررة لهذه الأعمال هي 1500 هكتار ومساحة الغابات في المحافظة 85 ألف هكتار، وبالتالي حسب ما يقوله المعنيون في مديرية الزراعة فإن هذه الغابات تحتاج حوالي 56 سنة لتدور عليها دورة القطع الثانية وهذا قليل جداً ولا يمكن تجاوزه إلا بزيادة عدد فرق التربية وتعزيز المستلزمات اللازمة من آليات وتجهيزات وإدخال آليات نوعية (قطع، تحميل، طحن) وخطط عملية وفنية لتنفيذ ذلك، وإعادة النظر بطريقة الاستثمار الفني في تلك الغابات إضافة إلى وضع آلية صحيحة للسياحة البيئية ومنع السياحة العشوائية ووضع ضوابط لها.

ولأن معظم غاباتنا تتواجد في مناطق جبلية ذات درجة ميل كبيرة ” جبال وسفوح شديدة الانحدار ” فإن خطر انتشار النار يتسارع وتتزايد معه صعوبة شق الطرق وخطوط النار، وصعوبة وصول الآليات والعمال إلى مواقع الحرائق، وهذا يحتاج إلى طرق وخطوط نار أكثر عدداً، كما أن القسم الأكبر من غاباتنا في محافظة اللاذقية متاخم للأراضي الزراعية وهناك حدود مشتركة بينها وبين الأراضي الزراعية ما يضاعف احتمالات تعرّض الغابات للحرائق نتيجة النشاطات السكانية المختلفة أثناء قيام السكان بالأعمال الزراعية وخاصة عملية التخلص من بقايا تقليم الأشجار ( التحريق الزراعي)، حرق مخلفات المحاصيل الزراعية (خلال الأعوام الماضية حصل أكثر من حريق بسبب إهمال المزارعين لأراضيهم)، هذا ما يقوله معنيو الزراعة ما أدى إلى زيادة الأعشاب والحشائش في تلك الأراضي وفاقم من سرعة انتشار النيران، وينبهون إلى أن (الخطورة من هذه الأعشاب هذا العام كبيرة جداً نتيجة زيادة الهطولات المطرية التي أدت لعدم القدرة على الحراثة والتعشيب)، ولذلك لا بد من اتخاذ الإجراءات المناسبة من حيث التوعية والإرشاد لحماية الثروة الحراجية من التعدي والحرق.

هذا يبدو حتمياً في ظل المناخ المتوسطي شبه الجاف صيفاً، وبفترة انحباس مطري طويل يمتد من عّدة أشهر عادة ما تكون سبعة مع ملاحظة أن الأمطار التي تهطل في الخريف تكون متأخرة عادة والربيعية تكون مبكرة وبناء على ذلك يجب التركيز والاستنفار لجميع الكوادر العاملة في مكافحة الحرائق خلال أشهر آب – أيلول – تشرين الأول – التي تعتبر أصعب فترة زمنية لحرائق الغابات بسبب هبوب الرياح الشرقية الجافة الشديدة السرعة وقد كانت سرعة الرياح كبيرة خلال الأعوام الماضية حوالي/7كم/ سا مترافقة مع تدني الرطوبة النسبية بشكل كبير جداً حوالي 7% فقط وهي الظروف المواتية لسرعة انتشار الحرائق.

خديجة معلا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار