الوحدة : 27-5-2022
جددت مداخلة السيد مالك حبيب، عضو مجلس الشعب حول مشكلة الاستملاك السياحي في الشريط الساحلي وما تبعها من وعود أطلقها وزير السياحة في معرض ردّه – جددت – الأمل في خلق مساحات تفاؤلية تبشر باستنهاض سياحي لهذا الشريط الذي احتجزته إشارة استملاك ظالمة منذ مايزيد عن أربعة عقود. عضو مجلس الشعب السيد مالك حبيب، أشار في مداخلته إلى ضرورة رفع إشارة الاستملاك مؤكداً أن تلك الإشارة كانت السبب المباشر في تعطيل مشاريع الاستثمار، فلا وزارة السياحة استثمرت ولا أصحاب العقارات من مواطنين ،كان بإمكانهم الاستثمار بحكم وجود هذه الإشارة الظالمة والمعطلة. بدوره وزير السياحة ردّ قائلاً : خلال أشهر قليلة ستنتهي هيئة التخطيط الإقليمي من ملف إشارة الاستملاك الساحلي، وسيتم بعدها تحديد المواقع المطروحة للاستثمار السياحي، وسترفع الإشارة عن باقي الأراضي ولن يضيع شبر واحد لمواطن، مؤكداً أن ما سيتم استملاكه سيتم التعويض بمقابله بأسعار مجزية لأصحاب العقارات المستملكة وكل ذلك سيحصل في الأشهر القادمة . عودة إلى التفاؤل … وعود السيد وزير السياحة تحت قبة البرلمان منحتنا مساحة من التفاؤل ضاقت حد التلاشي في السنوات الماضية حيث لم تفلح كل الجهود في دفع وزارة السياحة حتى للتفكير برفع تلك الإشارة وبقيت منذ مايزيد عن أربعين عاماً تعتقل شريطاً ساحلياً يتماوج في تألقه وجماله على شاطئ زاهٍ ترسم رماله تخطيطاً أنيقاً لنبض البحر. اليوم بدأ النبض حاراً، في الشرايين التي أنعشها هذا التصريح الذي يبث الراحة والتفاؤل، وبكل تأكيد سيلقى متابعة جدية من مجلس الشعب والجهات الرقابية والتنفيذية والشعبية. عودة إلى البدايات : منذ عام ١٩٧٥ أقدمت وزارة السياحة على وضع إشارة استملاك سياحي على عقارات تبدأ من البدروسية شمالاً وتنتهي في المنطار جنوباً، وبعمق يبدأ من الشاطئ إلى مايقارب الكيلو متر براً هذا الإجراء الذي كان تعسفياً منذ بدايته عطل الاستثمار في آلاف العقارات كان يمكن أن تنقل المشهد العام إلى واقع تنفرج
فيه العيون على مساحات من الروعة والفخامة فيها الفنادق و المسابح و النوادي والمساحات الخضراء وكل عوامل الجذب السياحية الأخرى. إذا ماوضعنا نصب أعيننا ما أشرنا إليه آنفاً، يتضح لنا حجم المأساة التي خلفتها تلك الإشارة اللعينة. المواطنون : تابعنا التصريح وننتظر التنفيذ : خرجنا بحكم مهمتنا ودورنا الصحفي نتلمس واقع هذا التصريح عند بعض أصحاب العقارات في الشريط الساحلي القريب من مدينة اللاذقية، المواطن علاء كحيلة قال: أنا من منطقة قريبة من شاطئ اللاذقية حباها الله جمالاً وزينها بعطر أمواج البحر ونغمات هديره، وكنا نأمل أن تشهد المنطقة حراكاً سياحياً عبر استثمارات متنوعة، لكن الإشارة التي عطلت مسيرة النشاط السياحي كانت وستبقى محط تساؤل مريب في الدوافع والأسباب إلى أن تزول آثارها بالمطلق. المواطن واسكين الخوري: الإشارة الاستملاكية عطلت نشاطنا الإقتصادي وفوتت على الدولة مليارات ومليارات، كان يمكن أن تجنيها من تنشيط السياحة والاستثمار على الشريط الساحلي. وأضاف الجميع يسأل ، ما الفائدة من هكذا إجراء تعسفي ليس بحق أصحاب العقارات أو مالكيها وإنما بحق الدولة لأن الإشارة أضرت مصلحة الجميع وأضرت أيضاً بالوجه الحضاري لسورية حيث يعد الساحل بوابته السياحية والجمالية. نأمل وننتظر أن يتحول التصريح إلى واقع ملموس تتسارع إجراءات تنفيذه على الأرض بخاصة مع عودة الاستقرار والأمان إلى سورية التي ترافقت مع إطلاق شعار وبرنامج إعادة الإعمار ، ننتظر أن تدب الحياة مجدداً في هذا الشريط الساحلي الذي يليق به البهاء والجمال.
غياث سامي طراف