الوحدة: 15-5-2022
يفرض التعامل مع أجواء الامتحانات استعداداً متواصلاً منذ بداية السنة الدراسية إلى نهايتها، لما له من تأثير كبير على مستوى التحصيل واجتياز المراحل الدراسية بتفوق، فما بين التعامل الطبيعي أوالقلق من طرف الأهل والأبناء، تمضي الأوقات مع فترة الامتحانات بأجواء من العصبية والتوتر، ليكون الهاجس هو النتيجة فقط، بدلاً من أن يكون المطلوب هو الاستيعاب المتكامل للمنهاج الدراسي لكل مرحلة والذي يشكل فيما بعد الأساس لاستمرار هذا التفوق في المراحل الدراسية ومن بعدها في الحياة العملية لدى طلبتنا الأعزاء.
فماذا يقول الأهل والطلبة عن امتحاناتهم؟ غيث نوفل – الصف الثامن، قال: تعلمت تنظيم وقت الدراسة منذ دخولي المدرسة حتى أستفيد من هذا الاستثمار للوقت، مشيراً إلى أن ساعات الدراسة اليومية لا تتجاوز أربع ساعات يومياً، لكنها تزداد بمعدل ساعتين في أوقات الامتحانات.
فتنظيم الوقت أهم مقومات التفوق، والأهم هو وضع جدول متوازن بين الدراسة وأوقات التسلية والهوايات.
فيروز إبراهيم – الصف السابع، قالت: أنها تخصص ساعتين يومياً للمراجعة قبل الذهاب إلى المدرسة، وتخصص وقتاً للراحة وللهوايات خاصة العزف على آلة الكمان، لافتة إلى أنها تدرس ست ساعات يومياً، تقوم خلالها بإنهاء واجباتها المدرسية في البداية، وبعد ذلك تبدأ في مراجعة ما درسته في المدرسة، والجزء الأخير من الوقت المحدد يكون خاصاً بتحضير دروس اليوم التالي.
والامتحان بالنسبة لها هو نوع من جني ثمار الجهد المتواصل.
سلافا جديد – الصف الثامن، قالت: إن أهم الخطوات للتفوق هي الاهتمام بالدروس اليومية ومراجعتها أولاً بأول وتحضير دروس اليوم التالي، ثم العلاقة الجيدة بين المعلمين والطلبة، والترفيه بين الحين والآخر من خلال الهوايات والنزهات وزيارة الأصدقاء، ويلعب الأهل دوراً كبيراً في مساندة أبنائهم وتشجيعهم على الدراسة والتفوق.
وحول تعامل الأهل مع الأبناء في فترة الامتحانات، تقول السيدة منى شعبان – دبلوم تأهيل تربوي وأم لطفلين في المرحلة الإعدادية: إن الكثير من أولياء الأمور يفتقرون إلى ثقافة التعامل مع فترة الامتحانات، فبدلاً من الهدوء في التعامل مع هذه الفترة المؤقتة يسيطر عليهم القلق والتوتر وينقلون ذلك إلى أبنائهم.
وتضيف: الكثير من الآباء لا يعرفون متطلبات الأجواء الملائمة للاستعداد للامتحانات مثل توفير الإضاءة المناسبة والطعام الصحي، وتلافي أسباب الضوضاء الناتجة من استقبال الضيوف والتلفزيون، وتنظيم وقت الأبناء.
وعن أهمية تغيير الأسرة لنظرتها للامتحانات، تقول: على الأسرة أن تغير نظرتها إلى الامتحانات بتعليم أطفالها أهمية الاستعداد للامتحان من بداية العام الدراسي، فهذا يوفر عليهم الكثير من المعاناة أيام الامتحانات.
أما عند الامتحان فهناك عدة أمور يجب الأخذ بها، وأهمها عدم الخروج قبل انتهاء الوقت.
والهدوء والتمعن في قراءة الأسئلة والإجابة عليها من خلال المراجعة والمطابقة لكل سؤال وجواب.
بقي للقول: لكي تمر أجواء الامتحان بسلام وتؤتي ثمارها لا بد من وضع برنامج يضمن فيه الطالب خطوات التفوق من خلال برمجة الظروف على هدف يسعى لتحقيقه.
وهذا ما يجب اعتماده لكي لا يتأطر الامتحان بفترة للدراسة المركزة من خلال عمليات حشو الدماغ بالمعلومات والمعارف الآنية التي يفرغها الطالب على ورقته الامتحانية وينساها مع الأيام، فالامتحان هو نوع من التعامل الصحيح مع الزمان والمكان والظروف ليكون القطاف مثمراً ومستمراً .. ومع أطيب التمنيات – طلبتنا وتلامذتنا الأعزاء – بأن يبقى النجاح حليفكم على الدوام.
فدوى مقوص