الوحدة:10-5-2022
يحتل هذا الموضوع مكان الصدارة في الأهمية بين عناصر الحضارات القديمة، لكن المعتقد ارتبط بالمعالجة والمداواة كونه يعكس رغبات الإنسان وتأثيرات محيطة به، ومسألة المعتقد خاضعة للتحليل رغم ما رسم لنا من أبعاد، هناك العلاقة بين الإنسان والمعتقد والمداواة والدواء من خيرات الأرض وبمستويات مختلفة وعلاقة المعتقد بالأمراض والمداواة، وكيفية معالجة أمور، وخلق المبررات لإدامة الحياة، أيضاً أسس وعلاقة الإنسان بها، واختلاف عطاء الطبيعية بحسب موقع الإقليم، وأول ما فكر به الإنسان الطعام، والشراب والبحث عن أدوية من الثمار لمعالجة أمراضه التي تعرض لها من خلال التنوع البيئي وقساوة المناخ والحالات المسببة، بهذه المقدمة استهل الباحث الدكتور: (بسام جاموس) محاضرته بعنوان: (الداء والدواء والوصفات الطبية عبر العصور)، وذلك في صالة فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من معلومات..
تحدث د. بسام عن الداء والمداواة في بلاد الرافدين، فالرافديون ابتكروا منذ الألف الثالث قبل الميلاد أنواعاً كثيرة من المواد الصيدلانية والطبية لمداواة الأمراض الشائعة حينها رغم ارتباطها بالسحر والكهنة والدين، وقدسوا (الثعبان – الأفعى) واتخذت الشعوب شعار الصيدلة والطب (العصا – والكأس والأفعى) منذ العصر اليوناني الإغريقي المرتبط بأسطورة فاسكيلا بيوس أبولو الإله أبو إله التطبيب، وقد شجع حمورابي الملك (1730-1690 ق.م) مهنة الطب والصيدلة والعلاج وخصص في شريعته القانونية مواد تتعلق بهما تظهر مكانة الطبيب وأجوره ومكافأته وعقابه أثناء الخطأ أما الدواء فقد استخلصوه من النباتات خلاصة: النعناع – الزعفران – السمسم – الزيوت – الحنظل والسوس، وذكر د. جاموس إلى أن مهنة الطب والصيدلة مورست في المعابد من قبل الكهنة، وكان العلاج بالدواء والتعاويذ والرقيات التي تم العثور عليها في مواقع بلاد الرافدين والشام وصنعوا من الطين وصفات على شكل كبد الحيوانات لتوحي لهم بكيفية العلاج، واستخدم الآشوريون المورفين كمسكن للأمراض، أما المصريون فكان لديهم آلة تدعى إيزيس لإحضار المواد الطبية، وكانوا متقدمين، لديهم قاموس طبي يصف المرض ودواءه، ولديهم أدوات طبية أجروا بها عمليات جراحية وحنطوا الجثث، ثم تحدث المحاضر عن الدواء والوصفات في مملكة أوغاريت حيث عثر فيها على تعاويذ وتمائم باللغة المسمارية كان لها القوة المؤثرة على حياة الأوغاريتيين مثلاً من العين الحاسدة وعثر أيضاً على وصفات طبية منقوشة على ألواحٍ طينية تتضمن علاج الأمراض، كما كانت تقدم النذور والأضاحي والقرابين للشفاء الكامل.
رفيدة يونس أحمد