الوحدة: 4-5-2022
يبدو أنّ الحلول قد توقّفت عند حدّ معيّن لمشكلة المياه المستعصية في عموم البلاد، هي معاناة مشتركة تلامس جميع المجتمعات في قطرنا الواسع، لم يمض على ظهور بوادر الصيف سوى أيام معدودات، حتى أخذت تتوالى صيحات الشكاوى والأنين من مناطق المدينة والريف بآنٍ معاً .. والحجج ذاتها لم تتغيّر، تقنين، وقود مضخات وأعطال على الخطوط .. كذلك يبدو أنّ الاستراتيجات والأفكار بتطوير الري المنزلي هي ثابتة لا يمكن تطويرها، توقّفت عند بناء السدود وصروحها الضخمة وبعض خطوط الجرّ، لتبقى ضِفاف بحيراتها والغابات من حولها المستفيد والمتطفّل الأوحد بسحب معظم هذه المياه، القرى والحواري العطشى أولى بها، فالتوسّع العمراني السريع قضى على المنظومة القديمة في تخديم وسقاية التجمّعات الصغيرة الخجولة، وكان الأجدى تطوير ومواكبة مستلزمات خدماتها تماشياً مع تطور العمران والتكاثف السكاني المتزايد وحاجته لمزيد من المياه، فكان المجال مفتوحاً وآمناً بدعم خطوط الجر بآبار ارتوازية مع خزّانات اصطناعية كفيلة بتقديم دعم هائل من المياه الجوفية لقرى وتجمعات وأحياء بدأ العطش يدك أوصالها.
نحن بساحلنا الواسع الخصيب نعيش على خيرات هائلة هي فقط بحاجة للاستثمار، وتحديداً المياه السطحية بدءاً من نهر السن ومياهه المتسرّبة عبر السواقي باتجاه البحر، مروراً بينابيع جبلية غزيرة نقية وصولاً إلى الأنهار القادمة من الشمال وأهمها النهر الكبير وروافده المتعدّدة التي تُغذّي ذلك المجرى الضخم، وكل هذا يمكّن المنظومة الكبيرة الخاصة بهذا المجال من توفير المياه للمواطن أينما كان، وهي مؤسسة عملاقة غنيّة بالمهندسين والمعدات والإمكانيات فيمكنها التدخّل واستثمار هذه المخازين بشكل علمي يواكب تطور عمليات السقاية والري الحديث، فالمخازين الجوفية والسطحية متوفّرة وهي فقط بحاجة لإرادة قوية صادقة في اتخاذ قرارات صحيحة تُجيز التوسّع والتدخّل لتلبية حاجة المواطن من المياه.
سليمان حسين