الوحدة 11-4-2022
لظروف وعوامل كثيرة جعلتهم يتسربون من مدارسهم وينسلون من صفوفهم, فكان لهم في الجانب الآخر من جذبهم وأعاد لهم فرح الطفولة والحياة والصفوف المدرسية مع فريق بناء مهارات الحياة، الذين لم يكتفوا بتواجدهم في المركز الثقافي بل توزعوا على عدة أحياء (الرمل الجنوبي والدعتور وغيرها) ليعطوا لأطفالنا ماحرموا منه حتى وصلوا بفنونهم لمدارس ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة . (الوحدة ) التقت بعضهم فكان الآتي : الفنان أيمن حمدان – مدرس فنون تشكيلية نحت ورسم في المركز الثقافي – أشار إلى تهيئة طلابه للدخول في عالم المسابقات فقال : لقد قطعنا أشواطاً كبيرة معهم بعد أن أعدنا لهم ثقتهم بأنفسهم, ورممنا بعض جوانب شخصياتهم ليتجاوزوا صعوباتهم وعتمتهم ويستردوا حقوقهم في التعلم والحياة, فهم في مرحلة الدراسة والجد ليأخذوا الشهادات ويرجعوا لمدارسهم ويندمجوا بصفوفهم مع الطلاب،كما أضفنا عليهم الرسم والتشكيل لاكتشاف مواهبهم وصقل قدراتهم ليبدعوا في الحياة وكان لنا معهم تجارب وحصص لم تنته فيها التجارب والنجاح، حتى أهاليهم كان لهم بعض الاستشارات . صبيان وبنات بسنوات متفاوتة بالأعمار(١٠-١٦)، متسربين وغير متسربين ، أبناء شهداء وذوي إعاقة, يتلقون تعليمهم المدرسي كما نعلمهم الرسم والنحت وغيرها من مهن يستفيدون منها في عيشهم, فقد علمناهم ألف وباء الرسم من استخدام الريشة و الأقلام الملونة، وكيفية مزجها لتكون قواعدها صحيحة فنياً وهندسياً ,ليدخلوا المسابقات على مستوى المحافظة وسورية, ولم نكتف بذلك، بل علمناهم بعض المهارات في جولات مثل التشجير وتطعيم الأشجار وغيرها فيها التسلية والألعاب الفكرية وسط جو اجتماعيّ يشابه الأسرة وبعيد عن الصفوف والقيود ليكون بيننا حوار،حتى أنهم يسألوننا ماذا سيدرسون في المستقبل ،وماذا هم فاعلون؟ حتى أن أحدهم بدأ يكتب القصة ويقرأها لرفاقه، لقد نجحوا في رسم أحلامهم وأظن أننا نجحنا معهم. الفنان مجد غنايمي – فن الزخارف والمهنة – قال : نحاول أن نحثهم على التعلم والعمل وتحمل المسؤولية وبناء الشخصية وزخرفة المستقبل، أشتغل على الطلاب من صف الثالث الابتدائي إلى البكالوريا وحتى من هم فوق ٢٠ سنة في صف دمج المتسربين مع محو الأمية ضمن برنامج التعليم المتكامل. أدرّب في مركز الرمل الجنوبي يومي الجمعة والسبت ،وفي المركز الثقافي يوم الثلاثاء وفي غيرها باقي الأيام،فقد كانت البداية في شرح وتدريب الطلاب على كيفية تحديد وتكحيل الزخارف بألوان الأسود ،وتدريبهم على كيفية رسم بعض الورود والأشخاص على الورق، مع شرح مفهوم الزخرفة وأين تستخدم ويستفاد منها. ففي الزخرفة حرفة تتفرع إلى عدة مهن، يمكن فيها رش البراق والتطريز على القماش والعباءات والمعادن والزجاج أيضاً وتخدم في مجالات كثيرة محببة.في البداية وجدوا بعض الصعوبة لكن ما إن أخذت عينهم ويدهم على الموضوع حتى بدؤوا بالانسجام والتطبيق،والتفاعل كبير جداً ، وفيه استقطاب كبير وتزايد بالأعداد، العمل مستمر والذي بدأنا به من الشهر الأخير بالسنة الفائتة، ودائماً لدينا تجديد بالأعمال والأشغال التي نعلمها لهم،وليس فقط الزخارف بل لدينا الرسم على البحص وتنزيل النحاس عليه وصناعة أصيص ورود وغيرها من القماش والاسمنت، والتي فيها منافع ومهن تؤمن لهم العيش الكريم وبعض رزق.
هدى سلوم