مشروع ريادي لإنتاج السماد العضوي الطبيعي (الفيرمي كمبوست)

الوحدة:3-4-2022

يعدّ السماد العضوي الطبيعي “الفيرمي كمبوست” أو مايعرف بسماد الدود والذهب الأسود، من أجود أنواع الأسمدة العضوية عالمياً، وبين أيدينا اليوم تجربة نوعية لإنتاج “الفيرمي كمبوست”، الذي يعتبر حلّاً لأهم مشكلات المزارع لدينا وهي نقص الأسمدة، هذا المشروع الريادي يقدمه لنا المهندسان: طارق عبد الحق وبتول شعبان.

وللإضاءة أكثر على هذا المشروع التقينا المهندس طارق عبدالحق، الذي أشار بداية إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو الاستغناء عن الأسمدة الكيميائية والمبيدات التي تسبب الأمراض السرطانية للإنسان، بالإضافة إلى تحقيق العائد الاقتصادي للمربين والمزارعين، وتقليل استيراد الأسمدة الكيميائية والاستعاضة عنها بالأسمدة العضوية المنتجة محلياً.

وتابع عبد الحق: بعد أن جمعت بعض المعلومات عن طريق الانترنت، تواصلت مع السيّد محمد الحفّار مدير المشروع الأول لإنتاج السماد العضوي “الفيرمي كمبوست” في سورية الذي زوّدني ب ٥٠٠ دودة نوع “ريد ويجلر – تايغر وورم “وقد بدأ المشروع الصغير بتاريخ ١-٦-٢٠٢٠، بتجربة عمليّة ل٥٠٠ دودة، وبرأسمال لا يتجاوز “١٠٠ ألف ل.س”، وبعد مرور سنة وأربعة أشهر تماماً على التجربة ونجاحها نظريّاً وتطبيقيّاً، أصبحت أملك مايقارب “١٠ آلاف دودة” برأسمال يقارب “٢ مليون ل.س” مع إنتاج كميّات لا بأس بها من السماد العضوي.

بعدها تواصلت مع زميلتي المهندسة بتول شعبان التي شاركتني بالتجربة والخبرة وتجاوزنا الصعوبات المتمثّلة بالنقد السلبي من المحيط، ولكننا تابعنا عملنا وصولاً لإطلاق مشروعنا الخاصّ تحت مسمّى”Vermi Wegi”، حيث قامت المهندسة بتول بطرح فكرة المشروع على مركز “impact” باللاذقية، بقصد الحصول على التمويل وبالفعل لاقت الفكرة قبولاً وتشجيعاً كبيراً وتم تزويد المهندسة بمبلغ ٥ ملايين ليرة سورية، حيث تم استثمار المبلغ بشراء كمّيات إضافيّة من الديدان، تصل نحو “٢٠ ألف” دودة، وتجهيز الأحواض المناسبة للبدء بالمشروع والإنتاج.

وعن طريقة التربية والإنتاج، أوضح عبد الحق: تربية الديدان تتم ضمن أحواض خاصّة، وغذاؤها يعتمد على روث المواشي المخمر جيداً، بالإضافة لمخلفات المنزل، مخلفات المطبخ قشور الخضار والفواكه مبتعدين عن اللحوم والألبان ومشتقاتها والبصل والثوم.

وتتم عمليّة التربية والإنتاج بمراعاة عدّة شروط أهمها الحرارة والرطوبة ودرجة حموضة الوسط، حيث تبلغ مدة الدورة الإنتاجية ٣-٦ أشهر تقريباً، وقد تقصر المدة أو تطول بالتناسب مع عدد الدود ضمن وحدة المساحة.

يتم إنتاج السماد بعد ذلك بإخضاع الديدان لعملية ترحيل ثم غربلة.

كما استعرض عبد الحق فوائد السماد العضوي وقال: إنه يزيد من خصوبة التربة ويحقق التوازن بين الهواء والماء في التربة، بالإضافة إلى احتفاظه بالمعادن بشكل أكبر، كما يقلل من كمية الرّي، ويرفع درجة حرارة التربة، ويمدّ التربة بمصانع لتصنيع وخلق المغذيات ومنظمات النمو ومواد لمقاومة آفات التربة، بالإضافة إلى أنه يساهم برفع مستويات المقاومة الحيوية في النبات ضدّ الحشرات والأمراض، كما يزيل الآثار الضارة للمبيدات الكيميائية، ويزيد المناعة ضدّ الأمراض، ويزيد مقاومة التربة للآفات والإجهادات والظروف المناخية، إضافة لمساهمته في زيادة العرض بالأسواق، الذي يؤدي لانخفاض الأسعار.

كما لفت عبد الحق إلى أن الإقبال كبير على شراء السماد، خاصة من المزارعين الذين استخدموه حيث لاحظوا الفرق من ناحية المردود والإنتاج والنوعية مقارنة مع الأسمدة الكيميائية، بالإضافة للعائد الاقتصادي لناحية التوفير الكبير والتقليل من استخدام المبيدات، وختم عبد الحق قائلاً: حاليّاً يتمّ التجهيز لافتتاح فرع جديد بمنطقة ريف مصياف، ونحن نسعى جاهدين لترخيص المشروع بشكل قانوني، خصوصاً بعد اعتماد “الفيرمي كمبوست” بوزارة الزراعة كأحد الأسمدة العضوية المنتجة محلّياً والبديلة للأسمدة الكيميائية وهذا ما صرّح به وزير الزراعة السيد محمد حسان قطنا الذي نقدّر له جهوده المبذولة في تحسين وتطوير القطاع الزراعي.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار