الوحدة 4-3-2022
رفيدة يونس أحمد
مفهوم القوة يتبدل و يتطور من عصر إلى عصر، و هو مفهوم قديم في الأدب السياسي. فقد درج أرسطو على استعماله في الحديث عن الشؤون السياسية الداخلية عند اليونان. بهذه المقدمة استهل الباحث د . عدنان بيلونة محاضرته التي حملت عنوان :”القوة الناعمة بين العولمة و ثقافة الصورة”،
و ذلك في مبنى فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية.
في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من أفكار و معلومات. بداية عرّف المحاضر القوة في العلوم السياسية: القدرة على التأثير في الآخرين لتحقيق نتائج محددة مرجوة لصالح من يمارس القوة أو حمل الآخرين على التصرف بطريقة ما تخدم مالك القوة و تزيد من رصيد مصالحه.
و يستعمل هذا المفهوم على مستويات ثلاثة : الفردي و الجماعة الاجتماعية و الدولة ، حيث يمثل مفهوم القوة ركيزة رئيسية في دراسة العلاقات الدولية. هناك القوة الصلبة و القوة الناعمة، وهي القدرة على تشكيل تصورات الآخرين، و هي أيضاً: الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً من الإرغام أو دفع الأموال. و تنشأ القوة الناعمةمن الجاذبية الثقافية لبلدها، و الأيديولوجيا،أو المبادئ و المثل و القيم السياسية التي يحملها
و السياسات التي ينتهجها في الواقع.
ويستهدف هذا المفهوم غالباً صناع القرار و قادة الرأي و الجهات الفاعلة و المؤثرة. و يسخر من يستخدم هذه القوة كل المؤثرات الممكنة و أهمها:ا لإعلام و التسويق الإعلامي و الفنون و الرياضة و الزيارات الرسمية و التجارة و المساعدات الإنسانية و المؤتمرات الأكاديمية و السياحة .
و موارد هذه القوة تعتمد على الثقافة في الأماكن التي تكون جذابة للآخرين،
والقيم السياسية المطبقة بإخلاص و السياسة الخارجية و المصداقية و السمعة و المخابرات.
كما تحدث بيلونة عن العولمة بأنها أحد أشكال الهيمنة الغربية الجديدة التي تعبر المركزية الأوروبية في العصر الحديث ، التي بدأت في القرن الخامس عشر ،
و تظهر مظاهر العولمة في إحكام الحصار حول مناطق الاستغلال الاقتصادي أو السياسي أو الحضاري مثل تدمير العراق و ليبيا و تهميش دور مصر القومي و عزل تونس عن محيطها العربي و التهديد المستمر لإيران و الحرب المسعورة التي تقاد بالوكالة ضد سورية اليوم من أجل إحكام السيطرة المركزية للاستعمار الجديد على الأطراف.
و أوضح د. عدنان أن الصورة تفرض نفسها في عصر العولمة كأداة ثقافية في القوة الناعمة لما لها من تأثير آني و مباشر في عقول الناس بالأخص فئة الشباب، لأن القيم المادية في هذا العصر طغت على القيم الأخلاقية و الروحية.
و ختم بيلونة محاضرته قائلاً: الثقافة هي خط الدفاع الأخير و الأهم لأي شعب مقاوم لأطماع الآخرين في بلده و أرضه و ثرواته.