جمعية المكتبة العمومية للأطفال ومشروع مروحة الفنون لاستقطاب الطاقات الصغيرة

الوحدة: 17- 2- 2022

 

منذ تأسيسها تنهض جمعية المكتبة العمومية للأطفال بمسؤولية خلق فضاء إبداعي يحتوي الطاقات الطفولية التي تقصد مقر الجمعية وهي مطمئنة إلى اليد الحاضنة لها لما تتمتع به كوادرها ومتطوعوها من خبرات وإمكانيات معطاءة. بالتعاون بين جمعية مكتبة الأطفال والفنانة التشكيلية عدوية ديوب العضو المؤسس لجمعية مكتبة الأطفال العمومية وانطلاقاً من أهداف الجمعية بإنشاء المحترفات والفنية والخزفية للأطفال واليافعين أطلق مشروع مروحة الفنون، وهو مشروع فني تعليمي موجه للأطفال واليافعين من عمر 7-15 سنة يراعي الخصائص النمائية ومتطلبات الشريحة العمرية المستهدفة فنياً ونفسياً ومعرفياً..

الوحدة التقت الفنانة عدوية ديوب في حديث حول مشروع مروحة الفنون الذي بدأته الجمعية باستقطاب هذه الطاقات الصغيرة حيث قالت: انطلقت المرحلة الأولى من المشروع بحضور 36 طفلاً وطفلة خصصت بينهم 4 مقاعد لأبناء الشهداء والمفقودين، كما وقدمت جمعية مكتبة الأطفال العمومية المستلزمات اللوجستية والمعنوية والإعلانية للمشروع وهي تستقبل مكانياً يومي الجمعة والسبت أطفال مروحة الفنون.

محاور المشروع تقديم أساسيات الرسم يدوياً وإلكترونياً بالإضافة لتقديم وتنفيذ الأشغال الفنية والتطبيقية اليدوية والقيام برحلات خارجية إلى المتاحف والمراكز الفنية ومراسم الفنانين.

لماذا الرسم ؟

أكدت أغلب الدراسات أن الطفل يرسم: -للتنفيس عن المشاعر والانفعالات – إشباع حسي حركي – التعبير عن الذات – الحاجة إلى التقدير وتحقيق الذات وهذا يؤكد على أهمية ممارسة النشاط الفني ووضعه ضمن أولويات الأسرة حيث يصعب جداً حصر فوائده وهذا بعضها -تطوير المهارات الحركية الدقيقة، ويحفز مناطق الدماغ المسؤولة عن التفكير والكلام والذاكرة البصرية والحركية والتنسيق فيما بينها.

في عملية الرسم والنشاط الفني يشارك كل من نصفي الكرة المخية بالعمل ، وتنشأ اتصالات بين نصفي الدماغ بنشاط ملحوظ، ويطور الطفل من خلال النشاط الفني الذكاء المكاني والخيالي-من خلال النشاط الفني يعبر الطفل عن نفسه ويعرض حالته النفسية والمعرفية على الورقة، ويتعلم الأطفال فهم العالم من حولهم بشكل خلاق ويفهمون أن لكل شخص إدراكه الخاص للواقع، ويرى الأشياء والظواهر بطريقته الخاصة -النشاط الفني عملية تتضمن التجريب والإبداع والرؤية الفردية للأشياء ويشكل فرصة لخلق شيء جديد وفريد من نوعه ما يساعد على الاستقلالية.

في عملية خلق الصورة أو اللوحة يشعر الطفل بالإنجاز، ما يؤثر بشكل إيجابي على تقديره لذاته وتحديد هويته الذاتية، ويتعلم الطفل التمييز بين الفروق الدقيقة ورؤية العام والخاص والمقارنة والتعميم بين الأبعاد والمسافات ،الألوان والأحجام ،والكثير من المفاهيم الرياضية الضرورية له، وينمي ويطور التفكير الترابطي ما يسمح بفهم النماذج الرياضية والفيزيائية وإتقان التخصصات الأخرى.

ومتى يرسم الطفل ؟

في المراحل العمرية الصغيرة يحتاج الطفل إلى الرسم لغته التي يوضح من خلالها بما يرغب به لذلك من الضروري منحه فرصة الرسم بشكل حر وبمواد مختلفة وخامات متنوعة دون تدخل أو توجيهات وكلما تقدم بالعمر خفت الحاجة إلا في حال وجود رغبة عارمة عند الطفل للرسم والتعبير، كما وتؤكد الدراسات قدرة النشاط الفني على المساعدة في قياس ذكاء الأطفال او تشخيص الكثير من الحالات والمشاكل الأسرية و اللغوية والنفسية والمساهمة في حلها أو التخفيف منها اعتماداً على قدرة الأطفال وتوافق أو عدم توافق المنتج الفني مع العمر الزمني للأطفال ناهيك عن خصائص رسوم الأطفال والتي صنفها أغلب الباحثين وفق مراحل عمرية شبه محددة و تقدم صورة واضحة عن مهارات وخبرات الأطفال بشكل عام ومدى توافقها مع عمره الزمني أو لا.

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار