الوحدة:17-1-2022
كل كائن بشري (رجل – امرأة) لديه ذكاء معين يتميز به عن غيره، ويختلف نوع الذكاء الإنساني من شخص إلى آخر، ويمكن للإنسان أن يمتلك نوعين من الذكاء أو أكثر، والذكاء الاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في بناء شخصية الإنسان وقدرته على التعامل مع الناس ويمكنه زيادة الثقة بالنفس والرضا عن الحياة والتعامل مع الآخرين بشكل سليم وملائم، وملاحظة الفروق القائمة بين الناس في المزاج والطبع وواقع العمل والتصرفات وفهمهم والتعرف على مقاصدهم ونواياهم ومجابهتها أو التجاوب معها.
الإنسان الذكي يتكيف بسهولة مع المحيط الاجتماعي والمهني ويتمتع بالقدرة على تكوين الصداقات والتعامل مع وجهات النظر المختلفة والتعرف على حالة ومزاج الآخرين بسهولة ومساعدتهم واحترام آرائهم ومعظم الناس يشعرون بالسعادة عندما يقضون الوقت مع الآخرين ويفاعلون معهم، لكن الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عالية هم استثناء من هذه القواعد ولا يحتاجون للتواصل مع الآخرين ويشعرون بعدم الرضا عن حياتهم إذا زاد معدل النشاط الاجتماعي فيها، ويفضلون الوحدة والعزلة والحياة بمفردهم.
الذكاء العاطفي أساس النجاح في الحياة ويساعد الفرد في إقامة علاقات اجتماعية قوية وناجحة ومستقرة ومستمرة وجعل الفرد محبوباً في محيطه، وهو أحد أنواع الذكاء الاجتماعي ويتجلى بقدرة الإنسان على معرفة عواطفه وعواطف الآخرين وإدارتها والتحكم بها ويتم استثماره في معرفة أصول وأتكيت التعامل مع الناس بإيجابية لكسب ودهم واحترامهم والمبادرة إلى إلقاء التحية عليهم بوجه بشوش والابتسامة التي تقرب القلوب من بعضها والتواضع وتقدير الناس ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم والوقوف إلى جانبهم وتقديم الهدايا في المناسبات إن أمكن لزيادة المحبة بينهم والتسامح والترفع عن الأذية والإساءة والابتعاد عن لوم ومذمة الناس وعن التكبر والعنجهية والاقلال من شأن الآخرين.
للذكاء الاجتماعي إيجابياته الكثيرة لكنه لا يخلو من بعض الانعكاسات السلبية على المستوى الشخصي والحياة الخاصة وخاصة بالنسبة للمرأة وقد أثبتت الدراسات أن هناك علاقة طردية بين الذكاء والحب وكلما كانت المرأة أكثر ذكاء صار من الصعب عليها إيجاد الشريك الذي يفهمها ويقاسمها حياتها كونها مولعة بالتفاصيل وتحليل الأمور والنجاح في الحياة المهنية يفرض على المرأة الذكية التدقيق بشكل أكبر في حياتها العاطفية والخاصة وخياراتها وأن العلاقات العاطفية ليست من أولوياتها لذلك لا تستمر العلاقة والارتباط لفترة طويلة ومن الأسباب الشعور بالحرية الذي يعطل الحب كون النساء الذكيات يرغبن في عيش حياة غير عادية وهو كما يتعارض مع الحب والزواج والعلاقة مع الشريك لذلك تنتهي علاقاتهن بالفشل والانفصال.
كل الخوف أن تنجح التكنولوجيا وآلات الذكاء الاصطناعي في التفوق على ذكاء البشر في المستقبل القريب حيث الأجهزة المعلوماتية التقنية المتطورة المبرمجة القادرة على إجراء برمجة ذاتية للشرائح الالكترونية وانعدام قوانين الفيزياء وفقدان المسلمات العلمية صحتها وابتكار قوانين جديدة ما ينذر البشرية بوصولها إلى منعطف جديد قاتم في تاريخها ومحاذير شريرة تتهدد العرق البشري لا تحمد عقباها.
نعمان إبراهيم حميشة