الوحدة 15-1-2022
يسألونك عن انتمائك، عن جذورك، عن حزنك، منذ أول وهلة قبل السؤال عن اسمك وأحلامك.
لا يفهمون صمتك، لا يفهمون لغة عيونك ولا نظراتك، عاجزون حتى الرمق الأخير عن تفسيرك، والقول وحده من يحرض عقولهم لفهمك.
تساؤلات وتساؤلات.. وهم من دون انتماء، وبنفوس تصطنع الود المريض، ويمثلون دور العاشق المتيم من الوريد للوريد.
وأنت في حضرة الاستجواب، تعتنق الشجن، وتدمن التمعن بلغة البشر، وتتأمل لغة الابتذال، وتشرد بحديثهم عن الأمجاد، وتدافع الكلمات كالسيل العتيد، وعجرفة الأصوات، وكأنك في زمن عنترة بن شداد.
وفي كل صدفة يعاودون السؤال، ويسألونك، من أنت؟
خجلت أن أقول بأني ابنة الشمس، التي قالت الصدق فعوملت ببرود، والتزمت العفوية فحوربت بالخناجر، وتحرجت من الصراخ لأقول: بأنه يقتلني النقيق، والنفاق والتصفيق في حضرة الأوهام وزحمة المحن..
خذوا انتصاراتكم، وولاءاتكم، خذوا الحاضر والمستقبل، خذوا أزماننا الحزينة.
تساؤلاتكم ما عادت تعنيني، والبعد عن حواراتكم الخشبية هو من يحييني، وإن كان طوق أعرافكم يقيد التفكير ويمجد سلالات الحرير، ويطعن ببقايا الأحلام، لا تجزعوا من تقاسم الغلال، فلم يبقَ لنا سوى الجحيم، الذي ما عاد لكم .. بل للجميع!
تيماء عزيز نصار