الوحدة 11-1-2022
شهدت الساحة التربوية والتعليمية منذ ما يزيد عن عقد مضى من الزمن، تغيرات ملحوظة على أصعدة عدة أهمها الجبهة التعليمية الخاصة بشهادتي التعليم الأساسي والثانوي، أصبحنا نرى عادات وتقاليد تخصّ العمليات الامتحانية لكلا المرحلتين، فالطالب أصبحت لديه قناعة بأن المدرسة ودوام المدارس هو تحصيل حاصل وهو برأيه لتأكيد مواصلة حلقة الارتباط مع مدارس الحكومة، وأصبح عرفاً تربوياً مباحاً بأن الفصل الثاني للمرحلتين هو فصل هامشي بغضّ النظر عن المنهاج المدرسي ودروسه وحلقاته المترابطة، فهذا الطالب يُنعش أفكاره الفيثاغورثية من خلال الدروس الخصوصية التي يتلقاها في المعهد التدريسي الخاص المتكامل بمواده وحِصصه، وعلى الغالب فإن أكثرية الطلاب يعتمدون هذه الطريقة برستيجاً غريزياً وتقليداً، فبعض الطلاب ذووهم ميسورو الحال وظاهرة المعاهد أمراً طبيعياً بالنسبة لهم من الناحية المادية، كما أن هناك فئة أخرى هي من أصحاب الدخل المحدود جداً هل باستطاعتها مجاراة أُسر الطبقة المخملية..؟! وهنا مربط الخيل بالنسبة للتقيّد بالدوام المدرسي كُرمى لهؤلاء الطلاب الفقراء ومتابعة شرح المقرّر بكتبهم وإنهاء المنهاج من قِبل المدرّسين أنفسهم الذين يدرّسون بالمعاهد، إذاً القصّة تبدأ من إدارات المدارس وتنتهي عندهم وهي مسؤولة تماماً عن الدوام المدرسي وإعطاء المدرّسين لآخر درس، حيث أنهم وُجدوا من أجل ذلك، كما يجب التشديد على الالتزام بالدوام والقيام بترقين قيد الطالب الذي لا يواظب على دوامه المدرسي والعمل على تعميم هذه الإجراءات، فما ذنب الطالب الفقير وأهله المُعدمين من الاستخفاف بالعملية التعليمية للشهادتين في المدارس، وهل بتنا نتجه إلى عمليات تهميش كلّي لهذه الصروح الكثيرة وما تحتوي من مدرسين تمّت تهيئتهم لهذه الغاية، لقّنتهم الدولة مفاهيم التربية والتعليم ومبادئ وأسس تعليم أبنائنا الطلبة، وهل يعقل أن يكونوا موظفين بمدارس الدولة ومعلمين مخضرمين في المعاهد ؟؟، كما أنهم الشريحة المدلّلة جداً من قِبل أصحاب القرار الأعلى، والحصّة الكبيرة من العلاوات هي دائماً من نصيبهم، فكونوا عند حسن الظنّ بكم لأنكم كنتم بُناة حقيقيون لأنكم تبنون الإنسان.
سليمان حسين