العدد: 9316
الأربعاء- 20-3- 2019
قد تكون خطوة تأنيث التعليم وخاصة في المراحل الأولى منه إحدى الخطوات الرائدة في هذا المجال فأحياناً تنوب المعلمة عن الأمّ في حمل هذه المسؤولية أو تكملها.
وإذ تتكامل الأدوار التربوية لتكوين شخصية الطفل وإعطائه السّمات والصفات التي سيتعامل من خلالها مع المجتمع وموافقه، فيأخذ المنزل والمدرسة الأدوار المكتاملة الأكثر ارتباطاً وتآزراً لصقل شخصية الطفل وبناء الهيكل الأساسي لمختلف الاتجاهات والسلوكيات.
وتشير الدراسات إلى أهمية دور الأمّ في التربية ومكانتها الأساسية في تغذية الطفل جسدياً ونفسياً وعقلياً ولكن ماذا بعد الفطام المنزلي؟ من سيتولى مسؤولية تربية الطفل وصقل شخصيته وتهذيب سلوكه والتكيف مع المجتمع؟
ماذا لو كانت الأمّ هي المعلمة في آن معاً؟ كيف سيكون أداؤها؟ قمنا باستطلاع آراء بعض الأمهات المدّرسات ليحدثونا عن تجربتهم فكان الآتي:
– السيدة مي عبد مدرسة لغة انكليزية:
لقد تزايدت أهمية البيت بشأن مساعدة الأطفال في واجباتهم المدرسية، وتقديم كل ما يحتاجونه من خبرات ومعلومات تساعدني في اكتمال وظيفة المدرسة التعليمية والتربوية.
فتتزايد قدرة الوالدين في الإسهام بعملية التربية وتتزايد كلما ازداد المستوى التقاني للأهل فكيف إذا كانت الأمّ هي المعلمة التي تتواجد في المنزل والمدرسة معاً؟ إنها مسؤولية استطاعت الأمّ المعلمة أن تتولاها بكل ثقة واتزان عقلانية.
ولكني أقول في هذا المجال: إنه على الأمّ المعلمة أن تتبنى المفاهيم التربوية مختلفة عن تلك التي تتبناها في المنزل تجاه أبنائها المقصود هو أنه يجب عليها أن تكون أكثر حزماً وتشدداً فيما يخص فوضوية بعض الأطفال وعدم التزامهم بالقواعد السلوكية وهنا يكمن دورها الإيجابي في تهذيب سلوك الطفل الذي لاقى بعض التساهل من أسرته إزاء هذه الأمور من أجل إعطائه القواعد الصحيحة البديلة.
– السيدة هيفاء – أهلية تعليم ابتدائي:
لا يمكن للأمّ المعلمة أن تنقسم في شخصيتها بين المنزل والصف فأنماطها التربوية تتشابه تجاه أولادها وتجاه تلامذتها فالأمّ التي تعلم أطفالها آداب المجتمع وقواعد العيش المشترك وكيفية احترام الآخرين والمحافظة على النظام والتعامل ضمن نظام سليم ومحدد في المنزل وتساعد أطفالها على تنمية شخصيتهم وتوسيع علاقاتهم الاجتماعية، لابد أن تنقل مفاهيمها التربوية هذه إلى الصف لتطبيقها على تلامذتها وإيصالها لهم بطريقة مبسطة وحازمة نوعاً ما لكي تتولد لديهم القناعة الذاتية إزاء هذه المفاهيم، وبالتالي ترسيخها واستمراريتها لتشكل سمات دائمة في شخصياتهم وقناعاتهم وكذلك تنمية خصائص عديدة لديهم كالحبّ والعدالة والتعاون والتخلي عن حبّ الذات والانخراط في المجتمع وفي علاقات الصداقة والزمالة الإيجابية والفاعلة.
ريم ديب