الوحدة:9-1-2022
تشكو الكثيرات من الأمهات من أن أطفالهن يضعون أصابعهم في أفواههم بصورة دائمة، الأمر الذي يدفعهن للقلق والتوتر، وتخشى منهن الواحدة على أسنان طفلها وإصبعه، وتخجل من منظر الطفل، خاصة إذا كان كبيراً، وتعليق الآخرين بأنها عادة سيئة، وفي الواقع عندما يكون الطفل صغيراً، ويبدأ بتحريك ذراعيه ويديه، ويستكشف بهما ما يدور حوله فإن يده تصل إلى فمه، وفي الشهور الأولى من حياته وكرد فعل انعكاسي فإن أي شيء يصل إلى فمه يبدأ بمصه، وفي هذه الفترة تمثل عملية المص أو الرضاعة قمة اللذة الحسية لديه، ولذلك يكتشف بسرعة أنه يمكنه إشباع هذه اللذة بامتصاص إصبعه.
حول هذه الموضوع التقت الوحدة الدكتور بسام ديوب، أخصائي أطفال، والذي أفادنا مشكوراً بالآتي: قد نرى طفلاً يتغذى وينمو جيداً، لكنه لا يرضع كفايته لأن أمه تستعمل الملعقة والكوب في تغذيته ولا تستعمل الرضاعة إلا قليلاً فهذا الطفل صحيح أنه يشبع جوعه لكنه لا يشبع غريزة الامتصاص بدرجة كافية، والعلاج: اعتماد البطء في عملية الفطام، واستعمال الكوب والملعقة، وإطالة فترة الرضاعة.
في الحقيقة إن مص الطفل لإصبعه لا يؤثر على شكل أسنان الطفل، ولا يشوه منظرها، حتى و إن كان هناك تشوه بسيط فهو مؤقت لأن الأسنان الموجودة في هذه السن هي أسنان لبنية لا يلبث الطفل أن يخلعها، ويبدلها بأسنان دائمة بعد السادسة من عمره، وهذا يعني أنه لا خوف نهائياً على الأسنان الدائمة، لكن إذا استمر الطفل في مص إصبعه رغم تجاوزه العام من عمره فيجب علينا في هذه الحالة أن نعطيه لعبة يلهو بها، أو في عمر أكبر تأخذه الأم و تقص عليه قصة طريفة، والطفل لا يمص إصبعه إلا إذا كان قلقاً، أو قليل الثقة بنفسه، ومركزه في أسرته، وإن إظهار الحب
والحنان له وإشباعه من الناحية العاطفية هو الأمر الكفيل بأن يؤدي إلى إقلاعه عن هذه العادة، وإذا اعتبرت الأم أن عادة مص الإصبع هي معركة حادة بينها و بين الطفل فإنها ترتكب خطأ كبيراً حيث يكتشف الطفل أن مجرد مصه إصبعه كفيل بأن يجلب اهتمام الأم به، وبذلك يتمسك بهذه العادة، ولا يتركها، أما طريقة العقاب، أو ربط الإصبع والذراع كي لا يضع الطفل إصبعه في فمه فليس لها فائدة كبيرة، بل تؤدي إلى الضغط النفسي واضطرابات قد لا يظهر مداها إلا متأخراً، أتمنى من الأم أن تقدم لطفلها كل الحب والحنان والأمان وتجعل علاقتها مع طفلها علاقة حب وثقة وتفاهم.
رفيدة يونس أحمد