الوحدة : 30-12-2021
تتباين اتجاهات وميول أطفالنا فيما يتعلق بالكتب التي يريدون الاطلاع عليها، وذلك حسب أعمارهم وهواياتهم ومستويات ذكائهم وإدراكهم. لكن إذا ما عودنا أطفالنا اعتبار الكتاب عنصراً من عناصر التسلية وتقديم المعلومات فسوف نغرس فيهم ملكة القراءة والانفتاح مستقبلاً على عالمها الرحب الفسيح، وسيعتبر أطفالنا أن القراءة شيئاً ضرورياً ومفيداً كونها مسلية ومفيدة . و ستكون وسيلة للتعلم والتثقف والعمل في آن معاً. وبالمقابل لا ينبغي إرغامهم على القراءة عندما لا يحلو لهم ذلك بأن نحاول إقناعهم بأنها واجب ينبغي القيام به، أو إعطاءهم كتباً لاتتفق مع ميولهم ورغباتهم. ومن هنا تأتي أهمية اختيار الكتب التي تناسب الأطفال على اختلاف أعمارهم. وإن كنا نتساءل كيف يمكننا اختيار كتاب يناسبهم ، فهذه بعض الآراء التي تلقي الضوء على أساسيات هذه الخطوة الحيوية والهامة في حياة أطفالنا. السيدة صباح رزوق – دبلوم دراسات اجتماعية قالت : القراءة تُطور النمو الإدراكي والاجتماعي لدى الأطفال إذا ما تم انتقاء الكتب بشكل ذكي، يراعي احتياجات ومتطلبات المراحل العمرية المختلفة لأطفالنا. فالقاعدة الأساسية في اختيار كتب الأطفال هي أن تلبي رغباتهم واحتياجاتهم المعرفية، وأن تكون جذابة تتوافق مع ميولهم واهتماماتهم . فإذا أردنا أن ننمي مواهب أطفالنا الثقافية فلابد من البدء معهم منذ الطفولة المبكرة. وانطلاقاً من ذلك يجب علينا ـ بجوار توفير المتطلبات المادية التي تبني وتغذي أجساد أطفالنا ـ تهيئة الظروف الباعثة على تغذية وتنمية ملكاتهم التثقفية والاستيعابية. فكُـتب أطفالنا كأطعمتهم، وعمليات تربيتهم وتنشئتهم يلزمها أن نتعهدهم بالحب والرعاية، وبمتابعة أنشطتهم العلمية والتعليمية، واستثمارها وتوجيهها لنحقق لأطفالنا نمواً بدنياً وعقلياً صحياً وسليماً. الصديق ماهر حداد – الصف السابع قال : أحب اختيار الكتب العلمية التي تتحدث عن الاختراعات والعلوم التقنية الحديثة ، ولا يهمني وجود عناصر الجذب فيها من رسوم وألوان لأن المعلومات الجديدة التي تقدّمها الكتب هي الأهم بالنسبة لي . أما والد الصديق ماهر فقد قال : أطفالي هم من يختاروا كتبهم، والكتب الموجودة في المكتبات هي بالعموم جيدة وبسيطة سواء من حيث المواضيع أم حتى في الأسلوب ، وبالنسبة لي كأب يهمني أن أختار لهم كتباً وقصصاً تحمل بالدرجة الأولى مضموناً راقياً من حيث القيم المعرفية والسلوكية التي تحتويها. الصديقة جيانا ملحم – 12 سنة – قالت: أحب الكتب التي فيها الكثير من الصور والألوان وأحب القصص كثيراً وأنا أقتني مجموعة جيدة من الكتب الموجهة للأطفال ذات المواضيع المتنوعة – علمية وقصصية ترفيهية . أما دور الأهل فحاضر من خلال التواجد في المكتبات بغية اختيار الأنسب والأفضل لأطفالهم حتى لو كانت تحمل طابعاً ترفيهياً – هذا ما قالته والدة الصديقة جيانا ، وتابعت بالقول : طبعاً أقوم بدور الرقابة على الكتب وأتدخل باختيارات ابنتي لها، وما يلفت نظري شوق طفلتي للكتاب ومتابعتها الجيدة له، طبعاً مع إعطاء هامش من الحرية باختيار ما تشاء منها، وأنا كأم حريصة جداً أن تتابع ابنتي كل أنواع الكتب . الصديق رامي خليل – 13 – سنة – قال : اختار كتباً صعبة المضمون ووالدي يوافق أن يشتريها لي لأنه سيشرح لي ما يصعب علي فهمه ،على حين كان رأي والد الصديق رامي : بأن كتب الأطفال تتجه في معظمها نحو الأدب والقصة، والنوعية العلمية والتعليمية قليلة، ومن الطبيعي أن أختار أو أتدخل باختيار الكتب لأطفالي وحتى لو كان الكتاب لا يناسب فئته العمرية فالمعرفة هي ما أسعى أن يحصل عليه أولادي وهي ما تهمني بالدرجة الأولى. بقي للقول : القراءة هواية يجب أن تلازم الطفل طوال أيام السنة حتى أثناء الدراسة فالعديد من الدراسات العلمية تؤكد أهمية القراءة في تشكيل وعي الطفل، واتساع ثقافته، ومن خلالها يستثمر القارئ أقصى قدراته الإنسانية، وتلبية رغباته وحاجاته التعليمية، حيث يمكن للطفل أن يأخذ كتبه إلى أي مكان يذهب إليه، لذلك إذا ربينا الطفل على أن المكتبة حياة ومصدر غذاء مهم للعقل لا يقل أهمية عن الطعام والشراب، فإننا نغرس فيه ملكة القراءة والانفتاح مستقبلاً على عالمها الرحب ، خاصة أن القراءة تشبع حياة الطفل وتثري خياله، كما إنها وسيلة الترفيه والمتعة، وهي مصدر جيد للمعلومات المختلفة والخبرات المتعددة
فدوى مقوص