الوحدة : 17-12-2021
أنغام جميلة عذبة تتغلغل في أعماقنا، لنتفاعل معها، و نصل إلى الطرب الأصيل.. العتابا التي حملت ثروة لفظية قائمة على فن الجناس، كانت و ما زالت تُغنى في أعراسنا، وتتناقلها الأجيال، تزينها الزغاريد ذات الإيقاع الجميل، مدخلة الفرحة والبهجة إلى القلوب.
حول هذا الموضوع التقينا الفنان محمد حلاق المعروف باهتمامه و دراسته للموسيقا، وأدائه المميز لهذا اللون من الفلكلور والتراث حيث قال: العتابا كلمة مأخوذة من العتاب، وهذه بدورها مشتقة من العتب، إذ يقال: عتب عليه عتاباً وتعتاباً ومعتباً ومعتبة، أي: لامه و خاطبه طالباً حسن مراجعته، ومذكراً إياه بما كرهه منه، و يروي بعضهم حكاية شعبية حول العتابا تقول: أن فلاحاً كان يقيم في جبل الأكراد، وكانت له امرأة جميلة اسمها عتابا رآها إقطاعي المنطقة فأحبها، وانتزعها من زوجها، ولم يكن باستطاعة الفلاح استردادها منه، أو كتمان غيظه، أو نسيانها فهجر قريته ورحل.
يتركب بيت العتابا من بيتين أو من أربعة أشطر، شريطة أن تكون الأشطر الثلاث الأولى على قافية مجنسة أي: تتضمن جناساً، والجناس: هو اتفاق لفظتين في النطق، واختلافهما في المعنى على أن ينتهي الشطر الرابع بالباء الساكنة المسبوقة بالألف أو الفتحة مثال:
ضروري تلحقي الشاعر بعصرو
قبل ما ينوصل صبحو بعصرو
حلا العنقود واللذة بعصرو
أنا غير هيك ما بحب العنب
تبدأ العتابا عادة بكلمة (أوف) وأصلها اسم الفعل (أف) ومعناه أتضجر، أو بكلمة (آخ) وهي اسم صوت للوجع ثم بالبيت.
أخيراً: بالنسبة لأصل العتابا: معظم الذين سئلوا عن هذا الموضوع من موسيقيين ومغنيين ومؤلفين أكدوا أن العتابا عراقية المنشأ، وهي معروفة عند العرب البدو.
رفيدة يونس أحمد