العدد: 9315
19-3-2019
يقال عن روسيا إن عقلها أقرب إلى فلسفة الغرب وقلبها يرتاح إلى روحانية الشرق وشخصيتها تتأرجح بين هذا وذاك.
والحضارة الروسية تتسم بغنى الإرث الثقافي والعلمي والروحي عبر التاريخ، وهو عامل مهم لتعلم لغتها الحية التي أصبحت منافسة لعدد من اللغات ولاسيما الفرنسية، ذلك أن إدخال الروسية إلى المناهج المدرسية لاقى إقبالاً لافتاً من قبل الدارسين للغات من مختلف الفئات العمرية – لاسيما الشباب – ومختلف الشرائح المجتمعية .
ويعد معهد الثقافة الشعبي بدرا الأسد للثقافة في اللاذقية السبّاق في إقامة دورات اللغة الروسية وذلك قبل إدخالها إلى مناهج المدارس السورية، و ذلك بمبادرة من الأستاذ ياسر صبوح مدير دار الأسد للثقافة باللاذقية – الموفد سابقاً للدراسة في روسيار – من خلال التنسيق مع وزارة الثقافة .
حيث كانت دورات اللغة في المعهد تقتصر على تعلم اللغتين الانكليزية والفرنسية فقط، ولكن مع إقامة دورات اللغة الروسية ازداد الطلب على تعلم اللغة الروسية و تم إيقاف دورات اللغة الفرنسية مؤقتاً بسبب تراجع عدد المسجلين عن الحد الأدنى للعدد المطلوب – 15 طالباً – لافتتاح الدورة .
في معهد الثقافة الشعبية التقينا مدير دار الأسد باللاذقية الأستاذ ياسر صبوح الذي قال:
بأجور رمزية بسيطة يمكن تعلم اللغة الروسية في معهد الثقافة الشعبي بدار الأسد بدءاً من المرحلة الأولى لتعلم الحروف والكلمات والنطق بها والتدريب على لفظ المقاطع الصوتية مروراً بتعليم قواعدها وفق حالاتها الإعرابية المختلفة، إذ يقيم المعهد ثلاث دورات – مستويات – لكل مرحلة في السنة ويبلغ رسم التسجيل في كل دورة 1200 ل.س .
وذكر الأستاذ صبوح أن عدد المسجلين حالياً في المرحلة الأولى 40 طالباً في المستوى الأول وفي المستوى الثاني 20 طالباً حيث يحصل الطالب على الشهادة بعد تجاوز ثلاثة مستويات في كل مرحلة، مشيراً إلى أنه سيتم لاحقاً الإعلان عن افتتاح معهد الثقافة الشعبية المرحلة الثانية من تعلم اللغة الروسية وتتضمن أيضاً ثلاثة مستويات .
وأكد الأستاذ صبوح على أهمية تعلم اللغات بوصف اللغة جسراً للتواصل بين الشعوب والتعرف على حضاراتها، مشيراً إلى أن اللغة الروسية هي أكثر اللغات السلافية انتشاراً وهي إحدى أكثر لغات العالم يتحدث حوالي 16400000 شخص في العالم .
وهذه اللغة الأكثر انتشاراً جغرافياً في أوراسيا ، كما تعد الأكثر انتشاراً بين اللغات السلافية .
وبيّن الأستاذ صبوح أن اللغة الروسية تنتمي إلى عائلة اللغات الهند وأوروبية وهي واحدة من ثلاث لغات من اللغات السلافية الشرقية فيها 33 حرفاً اثنان منها لا ينطقان والثلاثين حرفاً شكلان أحدهما كبير والآخر صغير وتبدأ كل جملة وأسماء العلم والأسماء الجغرافية وللحروف شكلان أحدهما مطبعي والآخر للكتابة .
ولفت الأستاذ صبوح بأن تعلم اللغة الروسية قد تكون صعبة بالنسبة للمتعلمين والدارسين لها في البدايات من حيث النطق واللفظ وهي تحتاج إلى طاقة وجهد ومتابعة، لكن هذه الصعوبة سرعان ما تتحول إلى سهولة ومرونة للدارسين لها .
لقاء مع طلبة اللغة الروسية في معهد الثقافة
في قاعة المستوى الثاني للمرحلة الأولى من تعلم اللغة الروسية التقينا بعدد من الطلبة المسجلين في معهد الثقافة الشعبية بدار الأسد:
– مي خرما مستوى ثانٍ في المرحلة الأولى قالت: تعلمت اللغتين الفرنسية والإنكليزية وحالياً أتعلم اللغة الروسية من منطلق التعرف على لغة جديدة إضافة إلى أنها لغة مهمة أصبحت ضمن المناهج الدراسية.
– عواطف أسعد قالت: يحتاج تعلم اللغة الروسية المتابعة والاهتمام لأنها لغة ليست سهلة وأتمنى إتقانها قريباً لاسيما أن الأصدقاء الروس في سورية وهناك فرص للقاء معهم والتحدث إليهم .
– الصيدلانية نسرين حايك قالت: أتعلم اللغة الروسية كي استطيع تعليمها لأولادي، وهي لغة مهمة وأكثر صعوبة من اللغة الفرنسية التي أتقنها لكنني أحب التحدي وسأتابعها كي أتمكن من تعلمها .
ازدهار علي