الوحدة : 18-11-2021
في المؤتمر الافتراضي الأول الذي قامت برعايته جماعة أدب الطفل وحمل عنوان (أدب الطفل بين الواقع والمأمول)، قدمت فاطمة ماضي، رسامة قصص الأطفال ورقة عمل تمحورت حول حق الطفل في رسوم تليق به وبعالمه، أكدت فيها أهمية رسوم القصص والمناهج التعليمية في إغناء الذائقة الجمالية لدى الطفل وكذلك دورها الهام في إيصال رسالة ومقولة العمل الأدبي والدروس التربوية والتعليمية التي يتلقاها الطفل في مراحله الدراسية.
ومما جاء في هذه الورقة: إن من أهم الوسائل الجاذبة للطفل الصور والرسومات، فالنظر من أهم الحواس الفعالة التي تترسخ عبرها الأفكار ولا تفارق ذاكرته وتترك أثراً في نفسه وفكره، إذ إن الطفل بفطرته يلاحق بعيونه كل التفاصيل ويتأثر بالأشخاص والألوان، فالرسوم ركن أساسي في تعلمه وتلقيه الرسائل وتغذية فكره وصقل شخصيته، انطلاقاً من هنا، يحق للطفل أن يجد في القصة والمناهج التعليمية رسوماً جذابة، مواكبة للتطور وتقنياته، رقمية كانت هذه الرسوم أم يدوية، رسوم ملأى بالألوان، وهنا ليس المعيار كثرتها بل تناسقها وحسن توظيفها بحيث تكون مريحة لنظره الحساس وحسه الناقد، مشبعة بالرقة والطفولة والرقي، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية من حق الطفل بأن نتجنب كلياً الرسوم التي تظهر العنف: التشويه أو الرعب إذ يمكن استبدال العناصر السلبية كالدم والجراح أو الدمع مثلاً بعناصر رقيقة تعبيرية كالنور والزهور الحمراء أو الضباب أو المطر.
وأشارت الرسامة فاطمة ماضي في ورقتها إلى أنه من حق الطفل أيضاً أن يشعر بالرسم، وبأنه قريب منه يشبهه (قدر الإمكان) بالحفاظ في القصص, على معالم البيئة المحيطة به من بناء وعمارة وأثاث وأزياء، فبيئتنا وتراثنا لا يفتقران أبداً إلى الجماليات وهما زاخران بالأصالة والجمال والغنى والفرادة، وهنا لا ننفي ضرورة تعرف الطفل من ناحية أخرى على بيئات وحضارات وشعوب مختلفة، بل أؤكد على أهمية تطعيم الرسوم بشخصيات متنوعة ومختلفة بالشكل العرقي، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة أو مختلفي الطباع والتصرف، فمن حق الطفل أن يدرك تواجدهم ويتعرف عليهم، ومن حقه أيضاً – حسب ما جاء في الورقة– أن تخرج الرسوم عن النمطية فلا تنقل النص وتترجمه حرفياً، بل تعود الطفل على التفكير خارج الصندوق بتوسيع آفاق خياله الواسع أصلاً وتحفز التفكير لديه وتنمي قدراته الفكرية وذكاءاته، ومن حق الطفل أن تكون الرسومات تعبر عنه عن أحلامه وطموحاته وتفتح امامه أبواب الأمل، فتكون ملاذاً له في كل حين تشحنه بالشحنات الإيجابية، ترفه عنه وتمسك بيده ليتجاوز المحن، فتكون الرسمة والقصة حضناً دافئاً داعماً واعياً.
وفي ختام ورقتها، تمنت الرسامة فاطمة ماضي أن نعمل جاهدين لتطوير أساليبنا باختلاف مجالات اختصاصاتنا، ونكون على قدر ثقة أطفالنا بنا، فندافع عن حقوقهم هذه ونحقق ما نصبو إليه، وهو تقديم ما يليق بهم وبعالمهم الجميل، عالم الطفولة.
فدوى مقوص