رقــم العــدد 9314
18 آذار 2019
تعتبر الثروة السمكية مصدر من مصادر تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الدخل الوطني فهي تؤمن فرص عمل للكثيرين وتسهم في رفد ودعم العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتعتمد سورية في إنتاج الأسماك على ثلاثة مصادر رئيسية وهي الصيد البحري، الصيد في المياه العذبة، الاستزراع السمكي وهو إنتاج الأسماك من خلال التربية في مزارع خاصة، ونظراً لأهمية هذا القطاع كونه مصدراً غذائياً هاماً وداعماً للاقتصاد، وللوقوف على واقع هذه الثروة والخطط والإجراءات المتخذة لزيادة الإنتاج التقينا مدير عام البيئة العامة للثروة السمكية الدكتور عبد اللطيف علي الذي أجابنا.
* ما هو واقع الثروة السمكية بسورية خلال هذه الفترة؟
** من دراسة واقع الثروة السمكية في سورية والتي أظهرت قلة إنتاج الأسماك البحرية والذي يتعلق بعده عوامل (طبيعية وبشرية)، منها ضيق الرصيف القاري، وقلة الأنهار التي تصب في البحر بالتالي قلة المغذيات، وقلة الخلجان والرؤوس على الساحل والتي تعتبر ملاذاً آمناً لتكاثر الأسماك، وقلة التيارات البحرية التي تحمل معها، المغذيات البحرية، وهناك عوامل بشرية منها ارتفاع تكاليف الإنتاج (غلاء وسائل الصيد)، والصيد المخالف باستخدام وسائل صيد غير نظامية (شباك مخالفة، سموم، ومتفجرات الجرف) والتي تم الحد منها كثيراً في الآونة الأخيرة بالتعاون مع الجهات المعنية، والصيد الجائر الناتج عن تطور وسائل الصيد والصيد بشباك ذات فتحات عيون صغيرة أدى إلى صيد كميات كبيرة من الأسماك تفوق قدرة البيئة البحرية على تعويضها والتي تم الحد منها في السنوات الأخيرة بالتعاون مع الجهات المعنية والتشدد في تطبيق القرارات الناظمة للصيد البحري.
أما عن الإجراءات التي تقوم بها الهيئة العامة للثروة السمكية لردع المخالفات باستخدام وسائل صيد غير مشروعة فتقوم الهيئة العامة للثروة السمكية بشكل دائم بالتنسيق مع المديرية العامة للموانئ للتطبيق قانون حماية الأحياء المائية والقرارات الصادرة عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المتعلقة بوسائل الصيد البحري المختلفة لاسيما ما يتعلق منها بقياسات فتحات شباك الصيد ومواسم الصيد ومنع استخدام كافة الوسائل غير المشروعة في الصيد.
وعن الإجراءات التي تتخذها الهيئة لزيادة إنتاج القطر من الأسماك قال:
إجراء التجارب والدراسات على الأسماك بهدف تعميم هذه النتائج على المربين، واستزراع المسطحات المائية بهدف زيادة مخزونها وتأمين مادة سمكية للمجتمع المحلي ومردود مادي لهم، وتزويد المربين بالأصبعيات المحسنة في مركز أبحاث الهيئة العامة للثروة السمكية بمصب السن، وتزويد مربي المزارع الأسرية بالأصبعيات مما يؤدي إلى تأمين احتياجاتهم من الأسماك ونشر ثقافة الاستزراع السمكي وتبني مشروع مزارع الأسماك الأسرية.
أما عن أسباب ارتفاع أسعار الأسماك:
أسماك المياه العذبة أسعارها مقبولة وبالنسبة لارتفاع أسعار الأسماك البحرية هذا الأمر يعود لسببين هما انخفاض كميات الصيد من البحر لأسباب (عوامل طبيعية وبشرية) وبالتالي انخفاض العرض على حساب الطلب، وغلاء مستلزمات الإنتاج (المحروقات، الشباك، تجهيز القوارب، العمالة) حيث أن معظم المستلزمات المستخدمة في الصيد يتم استيرادها من الخارج علماً أن هناك عدد لابأس به من الأسماك البحرية أسعارها ليست مرتفعة كما أن هذا الأمر مرتبط بمواسم الصيد وحصيلة الصيد من وقت لآخر.
أرقام
ماهي كمية الأسماك الناتجة عن تجارب الهيئة العامة للثروة السمكية عام (2018)؟
تقدر نواتج تجارب الهيئة العامة للثروة السمكية من أسماك الكارب للعام (2018) بحدود (80 طناً) حيث تمّ التعاقد عليها وبدأت الهيئة ببيع قسم منها في منافذ البيع التابعة لها منفذ بيع أوتوستراد اللاذقية- دمشق قرب جسر حريصون والثاني طريق اللاذقية – حلب القديم قرب مزرعة 16 تشرين والثالث في جبلة شرق الملعب البلدي والمنفذ الرابع الذي تم افتتاحه مؤخراً بجانب مديرية الزراعة باللاذقية، وتأتي هذه الخطوة بعد أن تم تسويق كمية (60.5) طناً من أسماك المشط من نواتج التجارب للمؤسسة السورية للتجارة وبيع قسم منها في منافذ البيع الآنفة الذكر لتصبح الكمية الإجمالية المتوقع تسويقها من نواتج تجارب العام الماضي بحدود ( 140 طناً) من الأسماك.
مزارع الأسماك الأسرية
تبنت الهيئة مشروع مزارع الأسماك الأسرية الصغيرة حيث تعمل الهيئة على دعم سكان المناطق الريفية الذين يملكون مزارع صغيرة أو أحواض لسقاية المزروعات أو أحواض في حديقة المنزل لاستثمارها في تربية الأسماك لما لها من دور كبير في التنمية المستدامة لسكان الأرياف في سورية، حيث يتم تقديم الزريعة السمكية للمزارعين إضافة إلى الدعم الفني من الهيئة وفي هذا السياق تم تقديم (2500) من أصبعيات الكارب العام كمنحة من الهيئة لتسعة من الإخوة المزارعين في قرية ديروتان التابعة لمنطقة جبلة، وتم تنفيذ يوم حقلي حول نتائج مزارع الأسماك الأسرية الصغيرة حيث تم الاطلاع على النتائج النهائية لموسم تربية الأسماك في المزارع الأسرية مع ملاحظة مدى تفاعل الإخوة المزارعين الإيجابي مع هذه الفكرة الجديدة، ومراقبة تحسن أوزان الأسماك المزروعة ووصولها إلى الوزن التسويقي واستخدام بقايا المنزل في التغذية حيث تم البدء بهذه التجربة في بداية الشهر السابع من عام (2018 ) وكانت الأوزان الوسطية للأسماك بحدود (25)غ وخلال ثلاث أشهر وصل الوزن الوسطي للأسماك إلى (350- 400غ) وهي أسماك تسويقية وأسماك مائدة وبالتالي تم تحقيق الغاية المرجوة من المشروع والتي تتمثل في نشر ثقافة تربية الأسماك لدى الأخوة المواطنين والمساهمة في زيادة نصيب الفرد من لحوم الأسماك الهامة والضرورية وتم البدء بهذه التجربة بهدف تعميمها لاحقاً على باقي المحافظات حيث يساعد تعميم هذه التجربة في نشر الوعي لدى الأخوة المواطنين بأهمية هذا المنتج (لحوم الأسماك) وزيادة نصيب الفرد وبالتالي زيادة الناتج السمكي المحلي.
وخلال هذا العام سيتم التوسع بهذا المشروع ضمن /4/ محافظات وهي ( حمص – حماة – اللاذقية- طرطوس ) بعدد إجمالي 400 مزرعة /100/ مزرعة لكل محافظة.
عواطف الكعدي – هالة كاسو